يسن الباقر يكتب…. ياود الإمام أولادك تمام!!!
في زمننا هذا أصبح لبس جلباب القبلية والجهوية وركوب قطارها من أسهل المركبات وصولا للمٱلات و الأهداف بعد أن جعلتها الدولة من أنجع الطرق وأيسرها لتسلق مقاعد السلطة والحكم والمال.
وجعل بعض الإدارات الأهلية ودعاة التهميش هذه الإسطوانة المشروخة والتي جعلت البعض يتسلق من خلالها وخاصة في فترات الإنقاذ وكثير من الناس دفعت بهم الإنقاذ كأمراء موازيين لبعض النظارات التي كانت موجودة لعشرات السنين وهذه أيضا في حد ذاتها كانت واحدة من الإخفاقات.
وعندما إندلعت الحرب في الخرطوم وإنتقلت للجزيرة نزح منها من نزح وخاصة فيما يسمي بالقيادات السياسية وبقي من بقي يكابد ظروف الحياة وسط وطن سلبت منه كل شئ بخلاف إنعدام الأمن كان ضنك العيش وعناء الحصول على الماء والصحة والتعليم .
وفي ظل هذه الظروف خرج من رحم هذه الولاية بعض القادة الشجعان الأقوياء الذين أعلنوا مواجهة هذا الإعتداء من خلال تجييش أهلهم وأبناء مناطقهم وتسليحهم فكان من بين هؤلاء الأمير الطيب الإمام جودة راعي قري الصندوق الأسود والقائد الحقيقي الذي سخر كل خبرته وماله وعلاقاته من أجل صنع ترسانه مع أهله وأهل منطقته مستفيدا من بعض الخبرات العسكرية بالمنطقة لحماية مناطقهم التي تعتبر بوابة مهمة حاول الدعم السريع عشرات المرات الدخول عبرها لمدينة المناقل وهزمتهم قواته شر هزيمة فكانت بالتكاتف والعزيمة وقوة الإرادة خير حصن لحماية المنطقة وماجاورها من مناطق.
فقري الصندوق الأسود تعتبر واحدة من الجبهات الصامدة بولاية الجزيرة والتي إستبسهل فيها أبناء هذه القري وقدموا مئات الشهداء والجرحي في سبيل حماية مناطقهم ،
وقد ظل الأمير يسهر الليل والنهار لمتابعة سير العمليات ووقف على كل خطوات المعارك التي خاضها أبناء قري الصندوق الأسود ومنطقة سرحان والتي فتحت كل منازلها ومدارسها للنازحين من كل المناطق وشكلت لهم مع بقية القري درعا واقيا.
فهذه هي القيادة الحقيقية التي لم تبارح مكانها ولم تنزح ولم تخيفها كلاشات ولادانات العدؤ وجدت هذه القيادات ومن ساندها من مدنيين وعسكريين في صف الوطن والمواطن الإحترام والتقدير من كل المجتمع في الجزيرة وغيرها من قيادات الدولة لأنها وكما قال قائد الفرقة الأولي أن الأمير جودة لم يكن محتاج منا لدعم فقط كنا ندعمه بالذخيرة أحيانا وهي عنده ولم يكن يحتاج لنا.
فالأمير جودة مثل وجه الجزيرة المشرق صمد وصمدت منطقة قري الصندوق الأسود فكان النصر دائما حليفهم فإنهم عندما أعلنوا رفع السلاح لم يكن لمكسب دنيوي وإنما لعقيدة راسخة بداخلهم وهي حماية الوطن من شر الأعداء.
فهذه هي القيادات التي يعول عليها إنسان الجزيرة وجدتها معه عندما إحتاج إليها.
فلم يكن الأمير جوده وأهله من القيادات المزيفة التي ركلت الأهل والديار ولبست جلباب الإستنفار ونزحت لبورتسودان تتحدث عن بإسم الجزيرة ،ونضالات أهل الجزيرة معلومة منذ بداية الحرب قامت الكثير من الألوية التي قدمت الغالي والنفيس وأولها الصندوق الأسود،وفزع الخوالدة،وعبدالله جماع،ولواء الزبير بن العوام،وكتائب الطليحات،وأبطال ودالنورة أم الشهداء وغيرهم من من قدموا أنفسهم للمتحركات وإنضموا للقوات المسلحة دفاعا عن الجزيرة وقراها ومدنها فكان لهم ماأرادوا فتحررت الجزيرة بفضل القوات المسلحة وبفضل أبنائها الذين خاضوا المعارك بكل محاور الولاية مع القوات المسلحة ومع كتائب وألوية أخري قدموا ألالاف من الشهداء ومثلهم ٱلالاف من الجرحي والمصابيين والمفقوديين،شفي الله الجرحي وأعاد الله المفقوديين.
وسيظل التاريخ يحفظ هذه الإنتصارات التي مهرت بدماء أبنائنا وأخواننا شهداء هذه الحرب وسيظل التاريخ يحفظ لقادة الجزيرة الحقيقيين دورهم البطولي وعلى رأسهم الأمير الطيب جودة واللواء أبوعبيدة والأمير عوض الجيد وغيرهم..
فعنوان مقالي مستوحاة من أغنية للفنان المبدع أبوالقاسم ود دوبا ياود الإمام أولادك تمام يمجد فيها قري الصندوق الأسود وقائدهم ود الإمام.