ياسر أبوريدة يكتب… اغتيالات على طريق الفتنة… ودرع السودان في مرمى الاستهداف
لم تكن محاولة اغتيال العقيد الباقر بكري البر، قائد قوات درع السودان بقطاع القضارف، حادثة معزولة عن سياقها.
فاستهدافه بقنبلة قرنيت ألقاها مجهولون، لتتضرر سيارته دون إصابات، يعيد إلى الواجهة مشهد الفوضى ومحاولات إشعال الفتنة في ولايات بعينها، حيث باتت العمليات ضد قادة الدرع تتكرر بصورة مريبة، تدعو للتساؤل: من المستفيد من زعزعة الأمن؟ ولماذا صار الاستهداف محصوراً في هذه القوة الوطنية تحديداً؟
حملة منظمة… ورسائل خبيثة
ما يجري لا يمكن فصله عن حملة إعلامية ممنهجة تسعى للنيل من سمعة درع السودان، وتصويره كطرف في معادلةٍ سياسية أو ميدانية، بينما هو في الحقيقة قوة وُلدت من رحم الوطن لحمايته وصون وحدته.
اللافت أن الهجمات الإعلامية تتزامن مع محاولات اغتيالٍ ميدانية ضد القادة والضباط، وكأن هناك من يريد ضرب “الدرع” في معنوياته وهيبته، تمهيداً لإضعاف جبهته التي باتت تمثل صمام الأمان في الشرق والوسط والشمال.
كيكل.. أكثر من قائد ميداني
اللواء أبو عاقلة كيكل، أحد أبرز قادة الدرع، ليس مجرد ضابط في الميدان. بل أصبح رمزاً لصلابة الموقف وثبات الإرادة الوطنية، وصوتاً لأبناء الجزيرة الذين اختاروا الوقوف في مقدمة الصف دفاعاً عن الأرض والعرض.
إنّ الحملة التي تستهدف كيكل اليوم، ليست سوى امتدادٍ لمحاولة ضرب الروح الوطنية التي جسدها رجالٌ أقسموا أن لا يساوموا على شرف السودان ولا على كرامة أهله.
معركة وعي.. لا معركة سلاح
ما يحدث اليوم هو معركة وعي بامتياز. فهناك من يحاول خلط الأوراق وتشويه الرموز الوطنية وخلق صورةٍ مقلوبة للرأي العام، ليتحوّل المدافع عن الوطن إلى متهم، والمخرّب إلى ضحية.
ولذلك، فإنّ الردّ الحقيقي لا يكون بالانفعال، بل بالتماسك والوعي، وبتوحيد الخطاب الوطني والإعلامي في مواجهة محاولات بثّ الفرقة وتغذية الصراع.
نداء لكل ابناء للوطن.. وتذكير بالثوابت
إنّ الوقوف مع درع السودان، ومع قادته الذين يتعرضون للاستهداف، ليس موقفاً شخصياً ولا اصطفافاً سياسياً، بل هو دفاع عن قضية الوطن ووحدته وعدالته.
فمن يستهدف الدرع، إنما يستهدف السودان نفسه، ومن يحاول إسكات صوته، يريد أن يفتح باب الفوضى على مصراعيه.
لقد نجا العقيد الباقر بكري البر من الموت، لكنّ الرسالة واضحة: هناك من لا يريد لهذا الوطن أن يستقر، ولا لهؤلاء الرجال أن يظلوا واقفين في مواقعهم.
غير أن السودان، كما تعلّم من تجاربه القاسية، لا يُكسر بالفتن ولا تُرهب رجاله القنابل.
سيظل الدرع واقفاً، حارساً لتراب الوطن، ودرعاً لكل من آمن أن الكرامة لا تُشترى، والوطن لا يُباع.



