مقالات الظهيرة

راشد عبد الرحيم يكتب… حرب مختلفة!!

الحرب التي نشهد تباشير نهايتها هي حرب مختلفة في هذا العالم .

اختلفت هذه الحرب عن التي تشهدها و شهدتها

المنطقة في ليبيا و العراق و اليمن و سوريا بأنها الأسرع

و قد إنتهت بتحقيق قواتنا المسلحة و المجاهدون لنصر

عظيم بقوة و صمود و دون عضد خارجي .

إنها حرب مختلفة لأنها نبتت بين اعيننا دولة و مجتمع و

كنا نشهد تكون الدعم السريع و بناء قوته العسكرية و لا

نتدخل لحسمها بل و عملت اطراف من الداخل علي

المساهمة فيها .

غذيت الحرب باموال من الأمة السودانية من خزينة

الدولة بمرتبات منها كانت تذهب للتمرد رواتب و منح

و ذهب و صادرات و سكوت عن تجارة مخدرات و

إرتزاق في اليمن و حراسة حدود الإتحاد الأوربي .

حرب عنصرية و قبلية تشكلت قواتها من قبائل سودانية

.

حرب شهدت مشاركة اكبر مرتزقة اجانب من كل العالم

من غالب دول الجوار من تشاد و ليبيا و جنوب السودان

و النيجر و افريقيا الوسطي و من أمريكا الجنوبية .

حرب شهدت اكبر تدخل خارجي من دول كبري و اخري

هزيلة إستقوت علينا عندما رات التكالب الخارجي علينا

و طمعت في مواردنا و بذلت الاموال و السلاح و العتاد

لتاجيجها .

هي حرب متفردة لأننا تمكنا من مواجهة كل ذلك واجهنا

غفلتنا و واجهنا الحشد الداخلي و الخارجي و لم تضعف

لنا إرادة و لم تمت لنا همة بل ظل هدفنا واضحا و ثبتنا

لعامين و حققنا معجزة لم تتحقق في العالم من حولنا .

إنتصارنا العسكري ينتظر ان يستكمل بأن نحرر الأنفس و

التأريخ المزيف و ثقافته القاتلة .

حررنا القصر الجمهوري رمز سيادتنا و لا نزال نخضع

لتزوير التأريخ و نستحي ان نذكر جيشنا مباشرة في

نشيدنا الوطني و نقول ان العلم يحمل العبء و لا نقول

ان جيشنا هو من يحمل العبء.

حررنا عاصمتنا و لا تزال أحياء امدرمان تمجد في

اسمائها قادة التعايشي الجنجويد القتلة و لا نزال نحتفي

بمكان عرضة جيشه و بيت ماله .

لم يشهد تأريخنا مثل هذه الإنتصارات الكبري التي

حققها شعبنا و جيشنا و لا بلد ان نستكملها بشجاعة و

كما طهرنا ارضنا بقوة السلاح علينا ان نطهر ثقافتنا و

معارفنا و نتجاوز البقع النتنة في تاريخنا و نلحق جنجويد

الامس بنجويد اليوم و نرمي بكل هذه القذارة إلي مزبلة

التأريخ .

علينا ان نرتقي لقمة النصر الذي حققناه و نقبل علي

انفسنا و نعالج مشكلاتنا فنلجم العنصرية التي فينا و

نقوي مجتمعنا و إقتصادنا نحرب الفساد و نخط نهضة

لأمة قوية و نقوي شوكة جيشنا و نجود سياستنا

الداخلية و نصوب علاقاتنا الخارجية و نحكم حدودنا و

وجود الأجانب بيننا .

علينا ان نطهر صفوفنا و لا نفتح ابوابنا للخونة فلا (

صمود ) إلا لمن صمد في الحرب و لا ( تقدم ) إلا لمن

تقدم لنصرة الكرامة .

علينا ان نمجد رموزنا الوطنية و نحتفي بسجلها في حرب

الكرامة فنسمي ساحة البرهان و حي العطا و شارع

المصباح و طريق مني و جبربل و مسرح الشهيد اللواء

بحر .

الأمة السودانية قبل الحرب ليست هي التي بعدها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى