مقالات الظهيرة

د. محمد تبيدي يكتب…. مقاطعة الإمارات 

أعلنت الحكومة السودانية يوم ٦ مايو ٢٠٢٥ “الإمارات دولة عدوان” وقرّرت قطع العلاقات الدبلوماسية معها، سحبت سفيرها وأغلقت سفارتها وقنصليتها في أبوظبي، في قرار طال انتظاره وأثلج صدور الجماهير وتطلعاتها لمواجهة مليشيا آل دقلو المُتمردة وكفيلهم محمد بن زايد .

 

منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل ٢٠٢٣، تحوّلت مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (“حميدتي”) إلى أداة قمع وارتكاب جرائم ضد المدنيين، لا سيما في دارفور والخرطوم والجزيرة وسنار غير استهدف محطات الكهرباء والماء والمطارات ومستودعات النفط حيث وثّقت المليشيا المُتمردة بنفسها حملة تطهير عرقي ضد شعب السودان ، راح ضحيتها آلاف القتلى ونزخ اخرين، وأنكرّت أبوظبي تزويدها المليشيا بالأسلحة، لكن أدلة متسلسلة من تقارير الأمم المتحدة وشهادات محكمة العدل الدولية وُضعت نصب العيون، حتى رفَضت المحكمة النظر في الدعوى السودانية لاعتبارات اختصاصية في ٥ مايو ٢٠٢٥، ما أثار سخط الخرطوم وجعلها ترفع الصوت أخيراً وتعلن الإمارات “دولة عدوان” واحتفى الشارع السوداني بهذا القرار، إذ عبر المواطنين عن فرحتهم بأن الدولة أخذت موقفاً واضحاً في مواجهة من وصفوهم بـ«أدوات الاستعمار الحديث» وكفيلهم محمد بن زايد في أبوظبي، معتبرين أن خطوة قطع العلاقات تمثل بداية عهد جديد من الصمود ومواجهة النفوذ الأجنبي ويبقى التحدي الأكبر في ترجمة هذا الإعلان إلى سياسة فعلية تُقوّض مسارات الدعم الإماراتي للمليشيا آل دقلو الإرهابية ، وتؤمن حماية المدنيين وعودة النازحين إلى ديارهم. إنّ قرار “قطع العلاقات” جاء متأخراً، إلا أنّه يفتح الباب أمام تحالف سوداني شعبي لدحر مليشيا آل دقلو المُتمردة وكشف الوجه العدواني لمن ورعاهم من القوى الإقليمية.

 

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى