مقالات الظهيرة

(درب التبانة)… د. الحسين تاج الدين احمد يكتب…  كيف يمكن تلافيه!!! 

على الرغم من أنّ البحث العلمي كان موضوع نقاش وجدال طيلة فترة تطوّره إلّا أنّه يعدّ من أكثر العلوم التي ساعدت البشريّة على التطوّر من خلال منهجيّته المتبعة التي تعارف عليها الجميع.

أعاقت عمليّة الاستقراء وضع المنهج العلميّ حيث عكف علماء البحث العلميّ على تجريب طرق متعدّدة للوصول إلى المنطق ومواجهة الشكّ.

تطوّر البحث العلميّ عبر تاريخه الطويل حتى استقرّ على الوضع الحالي إلّا أنّ ثمّة إشكالات مازالت تواجه متعلميه. هذه الإشكالات لا شك في أنّ كاتبي البحث العلمي لعبوا دوراً كبيراً في تعقيدها ممّا أدّى إلى عزوف الكثير عن معرفة البحث العلميّ والتعمّق فيه.

كتب كثيرون عن البحث العلميّ وعن مراحله المختلفة لكنّهم تجاهلوا القارئ تماماً حيث أصّلوا وفصّلوا فيه على اختلاف تخصّصاتهم وميولهم العلميّة. يتّضح التعقيد في جميع أعمال مؤلفي كتب البحث العلميّ كما نجد الأمثلة التي لا تناسب مستوى الباحث المبتدئ مما يسهم كثيرا في نفور العدد الأكبر من هذا المجال الهامّ الذي لا شكّ في أنّه غيّر وسيغيّر حياة البشرية.

من الضروريّ والمهمّ عند الكتابة عن البحث العلمي أن يبسّط الكتّاب في الأسلوب والشرح وطرح الأمثلة واستخدام كلمات بسيطة وسهلة الفهم فالتعقيد قد يجعل المعلومات بعيدة عن متناول القارئ.

بينما البساطة تسهم في إيصال الرسالة بفعاليّة بدلاً من استخدام مصطلحات فنيّة معقّدة، يمكننا استخدام أمثلة عامّة تساعد في توضيح الأفكار. وبهذه الطريقة نجعل البحث العلميّ أكثر قربًا من القارئ، ممّا يساعده على فهم الإجراءات والنتائج بشكل أفضل.

لذا دعونا نركّز على استخدام لغة بسيطة وأمثلة عمليّة، لنحقّق تواصلًا أفضل ونضمن أن تظل أفكارنا واضحة ومفهومة للجميع. ثانيا: يميل كثير من الكتّاب في مجال البحث العلميّ إلى طرح أمثلة ونماذج أقرب إلى التخصّصيّة والتي تحدّ بدورها من عدد القراء وتجعلها حكراً على فئة دون أخرى.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ البحث العلميّ لا يقتصر على تخصّص أو مادّة بعينها، إنما هو سبيل لابدّ للجميع التزوّد منه.

وحتى يتلافى الكتّاب والمدوّنين هذه الأخطاء لابدّ من توسيع الأفق عن طريق طرح أمثلة ونماذج عامّة تلهم الآخرين بطرق واستراتيجيات يمكن تطبيقها لا تكون معقدة أو تتطلب معرفة مسبقة.

حيث إنّ هذا الأمر يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه للجميع لتكييف الأمثلة والتطبيقات حسب معرفهم وظروفهم الخاصّة وذلك كلّه يشكّل مرونةً في التطبيق وتوسيعاً للأفق والإبداع ويرسم (درب تبّانة) يهتدى به.

مع تحياتي
د. الحسين تاج الدين احمد
‏huseintagaldeen@gmail.com
قطر. الدوحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى