مقالات الظهيرة

الحروب الصليبية مازالت مستمرة… و بقيادة أمريكية هذه المرة

مقال يكتبه للظهيرة :

د.محمد عبدالله كوكو

باحث ومفكر إسلامي ورئيس الجبهة الوطنية لدعم القوات المسلحة بالاقليم الأوسط

سادتي

حروب الابادة في السودان وفي غزة هي امتداد للحروب الصليبية القديمة وهذه المرة بقيادة الصليبي الحاقد ترامب

وأرجو أن تصبروا معي قليلا لاعطيكم نبذة مبسطة عن الحروب الصليبية السابقة إلى أن وصلنا للحرب الصليبية الحالية بقيادة ترامب والمسلمون غافلون

الحملة الصليبية الأولى اريان الثاني سنة ١٠٩٥ وما أن وصل النصارى إلى ميدان القتال حتى ابادهم المسلمون عن آخرهم حيث هلك منهم ثلاثمائة الف قتيل

ثم جاءت الحملة الصليبية الثانية بجيوش جرارة فاستولت على بيت المقدس وقتلت سبعين ألفا من المواطنين الآمنين وقد استغلت هذه الحملة فرصة تفكك العالم الإسلامي حيث انقسمت الخلافة العباسية على نفسها إلى امارات متناحرة

وهنا قيض الله للإسلام من يدافع عنه من غير العرب حيث قام المجاهد المسلم عماد الدين زنكي سنة ٥٤١ هجرية وحاول أن يوحد كلمة المسلمين وجيش الجيوش وهزم النصارى في معارك كثيرة وفتح حلب سنة ١١٢٨ م والرها سنة ١١٤٤م

ثم قام من بعده ولده الملك العادل نور الدين زنكي سنة ٥٦٩ هجرية وجهز جيوشه لاسترداد بيت المقدس إلا أنه مات قبل أن يكمل مهمته فخلفه في ذلك المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي وحد العالم الإسلامي ونادى فيه بالجهاد المقدس (وا اسلاماه) حتى وقف المسلمون صفا واحدا فهزموا النصارى في موقعة حطين سنة ٥٨٣ هجرية وحرروا مدينة القدس واصدروا عفوا عاما على أعدائهم.

ثم حاول الصليبون أن يعيدوا الكرة مرات ومرات فهب ثلاثة من اكبر ملوك أوروبا لتنظيم حملة صليبية جديدة وهم فردريك بارباروسا إمبراطور المانيا وفيليب أغسطس ملك فرنسا وريتشارد قلب الاسد ملك إنجلترا..إلا أن هذه الحملة قد فشلت أيضا أمام قوة المسلمين

ولم ييأس أعداء الإسلام فجمعوا قوتهم وعادوا مرة أخرى للعالم الإسلامي وهي الحملة التي قام بها لويس التاسع ملك فرنسا على مصر من ناحية دمياط

فجمع الملك الصالح نجم الدين أيوب قواته واستعد لملاقاة النصارى إلا أنه وافته منيته فقامت زوجته شجرة الدر بالأمر واخفت خبر موته وقام ابنه توران شاه بقيادة الجيوش وهزم لويس التاسع واسره بالمنصورة ولم يتركه المسلمون إلا بعد أن دفع النصارى فدية مالية كبيرة

وبعد أن فشل النصارى في كل محاولاتهم راحوا يؤلبون التتار على العالم الإسلامي وفعلا استجاب لهم التتار واجتاح هولاكو بغداد سنة ٦٥٦ هجرية وقتل فيها ٢ مليون من المسلمين وفي سوريا يقتل مليون مسلم ثم يتجه إلى مصر وهنا يقف المسلمون صفا واحدا وراء قائدهم العظيم قطز ويلحقون الهزيمة بالتتار في موقعة عين جالوت بزعامة ركن الدين بيبرس ولم تكن الهجمة التترية إلا حملة نصرانية جديدة

وعلى أي حال فقد رد الله النصارى والتتار على اعقابهم خاسرين لأن المسلمين كانوا يعرفون معنى الجهاد في سبيل الله

وبعد ذلك قامت الخلافة العثمانية بالقضاء على سلطان النصارى حتى في عواصمهم مما يجعلون يعدلون من أسلوب القوة في فترة قوة الخلافة العثمانية ولكن ما أن هزم الأتراك في موقعة سان جوتارد في حصار فيينا سنة ١٦٦٨ حتى بدأ النصارى يفكرون في استخدام القوة للمرة الثالثة وقد خدمتهم الظروف في هذه المرة

* فقد ابتعد المسلمون عن دينهم

* واعملوا الأخذ بالأسباب

* كما أن العثمانيين لم ينصهروا تماما في المسلمين مما جعلهم يتفاخرون بجنسهم ويتمسكون بلغتهم فضعف العالم الإسلامي وتفككت وحدته وكان هذا هو سر نجاح الصليبين في هذه المرة حيث بدأوا يقطعون أوصال العالم الإسلامي

* ففي سنة ١٨٧٥م استولت إنجلترا على الهند وازالت دولة المغول الإسلامية التي اسسها تيمور لنك

* وفي سنة ١٨٨٢ احتلوا مصر

* وفي سنة ١٩١٤ احتلوا العراق

* وفي سنة ١٩١٧ احتلوا فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى

* ثم قامت فرنسا باحتلال سوريا ولبنان والجزائر وتونس

* كما قامت القيصرية الروسية بالاستيلاء على كثير من البلاد الاسلامية منها القرم والقوقاز واذربيجان والتركستان وسيبريا وبخارى.

* وهكذا يقع العالم الإسلامي فريسة للغزو النصراني الحاقد وعلى الرغم من أن المؤرخين حاولوا أن يصوروا هذه الحروب على أنها حروب استثمارية بحتة تهدف إلى السيطرة الاقتصادية لكنها كانت حروبا دينية المحرك الأول لها هو الثأر من الإسلام والمسلمين. فقد كان لهزيمتهم المرة في الحروب الصليبية ابعد الأثر في نفوسهم حتى ان اللورد اللنبي قائد الجيوش النصرانية في الحرب العالمية الأولى حين دخل إلى فلسطين سنة ١٩١٧ قال عبارته التي تؤكد الحقد على الإسلام وهي (اليوم انتهت الحروب الصليبية)

* بل إن لويد جورج وزير الخارجية البريطاني اطلق على الحرب العالمية الأولى اسم الحرب الصليبية الثانية

* كما أن الجنرال غورو توجه فورا إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه قائلا : ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين

* فعلى المسلمين أن يعلموا أن الغرب النصراني كله إنما يقيم علاقاته معنا الان على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينه وهذا ما أكده قادة الغرب المعاصرين جميعا

* لقد كان الصراع محتدما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى وهو مستمر حتى الآن بصور مختلفة ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي

* ونقول للمغشوشين في أمريكا أن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي فلسفته ونظامه وعقيدته وذلك يجعلها تقف معاوية للعالم الإسلامي بفلسفته وعقيدته المتمثلة في الدين الإسلامي

* والان حروب الابادة في غزة وفي السودان هي امتداد للحروب الصليبية وأن لم يفق المسلمون من نومهم فلن تكون غزة أو السودان هما المحطتان الاخيرتان في هذه الحرب الصليبية الحاقدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى