مقالات الظهيرة

الحرب الكونية على السودان وضرورة توحيد الصف!!

مقال يكتبه الظهيرة :

د.محمد عبدالله كوكو

رئيس الجبهة الوطنية/ الولايات الوسطى

 

السودان الان يتعرض لأكبر حرب وجودية في التاريخ ولذلك نحن في أمس الحاجة إلى التوحد والاجتماع والتآلف وتوحيد الصف وجمع الكلمة، كيف لا ونحن نرى الأعداء يتوحدون علينا بالرغم من اختلافهم فيما بينهم، فما السبل المناسبة التي نسلكها للم الشمل وتوحيد الصف؟

لا شك أن التوحد هو في ذاته انتصار، لو استطعنا أن نتوحد فنحن منتصرون، التوحد في ذاته انتصار على الهوى وحظ النفس.

إذا أنا تنازلت عن رغبتي وشهوتي وإرادتي، وجعلت أخي هذا هو الذي يقودني وهذا الأخ يوجهني ولم أبال، في الحقيقة هذا انتصار، وهذا الانتصار يؤدي إلى الانتصار على العدو، ولذلك يحب الله سبحانه وتعالى هؤلاء المؤمنين الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص، ولأنهم انتصروا سينصرهم الله سبحانه وتعالى.

والتوحد لا يكون إلا بإخلاص النية لله، كفانا تمزقاً، كفانا الأطر الضيقة كفانا حزبية كفانا قبلية كفانا جهوية، قد تكون في وقت من الأوقات مضطراً إلى عشيرتك، وإلى قبيلتك، وإلى حارتك، لكن الآن وقد جعلنا العدو في خندق واحدٍ؛ فلا بد أن نكون يداً واحدة، وأن نجعل أهدافنا واحدة، بإذن الله تبارك وتعالى.

وهذا لا كما يظن البعض نصبح رأياً واحداً يعني: عمي، إذا قال منا شخص كلمه كلنا نقول: نعم من أجل ألا نختلف، لا، هذا ليس صحيح، نبحث عن الصواب ونعمل به، وإذا تعددت الاجتهادات فأحمل رأي أخي وموقفه على أحسن محمل، وأقول: لعله اجتهد ولعل الصواب معه، لكن أنا رأيي كذا وكذا، ثم إذا عملنا نعمل يداً واحدة، بدأنا نعمل على رأي أخي أترك رأيي وأنساه وأبدأ أعمل على رأي أخي وأتوكل على الله، وأقول: لعل هذا هو الخير ولا أتعصب له.. وهكذا، التوحد يحتاج إلى إرادة وعقيدة إيمانية، واحتساب وقربى إلى الله عز وجل، تقرب إلى الله بأن تجتمع صفوف هذه الأمة، وأي سبيل يمكنك من خلاله توحيد الصفوف فادخل منه، حتى لو تحايلت عليه، حتى نص العلماء على أن بعض الأعمال يُراعى في العمل به أو عدمه توحد أو اجتماع قلوب الناس، وهذا من أيام الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

… إذا وجدنا أن قتل الزنديق يؤثر في وحدة الصف سنؤجله أو لا نفعله، فكيف بما دون ذلك، ولهذا لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تقتلهم، وهم رؤساء النفاق الذين أرادوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أعظم شر، أن يغتالوه، قال: {لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه} أي: نبقى يداً واحدة.

صحيح أنه لما ذهب إلى حرب الروم كان عبد الله بن أبي وكان المنافقون وكانوا.. وكانوا.. كأنهم ضد الروم ومع الروم، لكن الحمد لله هذا جيد لأنه في نظر الروم يبقى معنا، وإن كان هم في الحقيقة الذين قال الله فيهم: ((هُمْ الْعَدُوُّ))[المنافقون:4] أي: أخطر من أولئك، لكن دعه معنا.

هذه المسألة تحتاج إلى فقه دعوي، لا يكون اجتماعنا اجتماع مشاعر وعواطف فقط، ولا أيضاً نهمل الحق ولكن نبنيه على مصلحة ومفسدة، فتراعى المفاسد والمصالح الشرعية، التي لمصلحة الدين والإيمان لا لهوى النفس ولا لحظوظها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى