مقالات الظهيرة

ياسر الفادني يكتب… إبن الشممقحت!!

بشار بن برد شاعر يعد من صناجة العرب القدماء شعرا وفصاحة وهجاءا ، كان دميم الخلقة ،أعمى طويلا وضخم الجسم قبيحا حتي أنشد مخلد بن علي السلامي يهجو إبراهيم بن المدبر : اراني الله وجهك.

جاحظيا…….وعينك عين بشار بن برد، من صفاته أنه يلبس قميصا وجبة ويجعل لهما جيبين واسعين في جهة الصدر والنحر ثم يشدهما بازرار فإذا اراد ان ينزع قميصه والجبة أطلق الازرار فيسقط قميصه علي الارض ولا ينزع قميصه من جهة راسه ابدا ، كان سريع الغضب سريع الهجاء لايملك إلا….(حلقوم) شعر عريضا !

ابن الشمقمق هو شاعر أموي يتخذ كتابة الشعر الذي يسمي حينذاك شعر الارجوزة كان صديقا لبشار بن برد في حله وترحاله.

ذات مرة ذهب إلى بشار وقال له بشار: امدحني فمدحه بارجوزة شعرية و(عمل بشار رايح) !! ولم يعطه مالا ، فغضب ابن الشمقمق من تصرفه وهجاه بارجوزة انشد فيها : هليلينا …. هليلينا ……..سبع جوزات وتينة …

إن بشار بن برد تيس أعمي في سفينة! ، حفظها لاطفال المدينة وتغنوا بها أمام بيت بشار فغضب بشار ونادي ابن الشمقمق واعطاه مالا و(كتل ملف) !

وذهب فرحا بالعطايا  ،العجيب في الأمر أن بشار اتهم بالزدنقة في آخر حياته وضربه السلطان الأموي ووضعوه في سفينة وقال حينها : ليت عين بن الشمقمق تراني

ما أشبه الوضع السياسي منذ سقوط البشير بحالتي بشار بن برد وصديقه (حين مال مغدق ) !

إبن الشمقمق وما…اشبه صفاتهما بصفات بعض الذين يدعون السياسية والذين يمدحون من يبسط لهم يد العطايا ومن يجعلها مغلولة لهم هجوه كما هجا المتنبي أمير حلب عندما أنشد: اعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم.

حميدتي سعي ورا السلطة عسكريا ولقي حتفه داخل سفينة الهلاك ….وجناحه السياسي ركبوا سفن الجو تطير بهم عبر عباب الفضاء إلي عواصم الدول المختلفة ليس لهم قرار إلا قرار وتدبير الذي يعطيهم ويجزل لهم العطايا.

إذن كما في الشعراء من بييع قصائده من أجل المال ويمكن بكل سهولة أن يغير إتجاهه مدحا أو ذما كذلك في السياسية شعراء يفعلون كما فعل إبن الشمقمق الفرق بينهم أن الذين سبقوا كانوا في عهد قديم إما الشعراء السياسيون الذين اقصدهم اتوا في الزمن الخطا وشعرهم السياسي غير متزن القوافي وفيه (الشتارة) والزمن الموسيقي (الفارق) !

الظاهر ويعج بمفردات وجمل الخراب المبطنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى