مقالات الظهيرة

ياسر الفادني يكتب… والي الجزيرة.. لكي لا تنسى!!

الحروب تترك خلفها جروحًا لا تندمل بسهولة، وتبقى آثارها محفورة في ذاكرة الأوطان، شاهدة على التضحيات الجسام التي قدّمها أبناؤها في سبيل العزة والكرامة.

واليوم، يقف والي الجزيرة أمام مسؤولية عظيمة، مسؤولية تتجاوز حدود الإدارة والحكم، لتلامس جوهر الإنسانية والعدل والوفاء.

 

إن أبناء الجزيرة الذين قدّموا أرواحهم رخيصة فداءً للوطن، والمصابين الذين ما زالت أجسادهم تنزف الألم، لا يجب أن يكونوا مجرد أرقام تُسجل في التقارير، أو ذكريات تُطوى مع الأيام. هؤلاء الأبطال لهم حقٌ علينا جميعًا، وحقٌ خاصٌ على والي الجزيرة، الذي يقع على عاتقه واجب الوفاء والعناية، وضمان أن دماء الشهداء لم تذهب سدى، وأن جراح المصابين لم تُهمل أو تُنسى.

 

لا يكفي أن تُرفع الشعارات، ولا أن تُلقى الخطب الحماسية، بل لا بد من أفعالٍ تحفر أثرها في واقع الحياة. الأسر التي فقدت أبناءها بحاجة إلى من يحتضنها، إلى صندوق خيري يخفف أعباءها، إلى قرارات عادلة تمنحها الشعور بأن تضحياتها لم تكن هباءً. الجرحى الذين حملوا ندوب الحرب على أجسادهم بحاجة إلى من يمد لهم يد العون، إلى علاج مجاني يعيد إليهم الأمل، إلى فرص عمل تحفظ كرامتهم فلا يصبحون عبئًا على الحياة التي كانوا بالأمس درعها وسيفها.

 

ليس من العدل أن تبكي أمٌ ابنها الذي استشهد، ثم تبكي جوع أطفالها من بعده. ليس من العدل أن ينام جريحٌ متألمًا في زاوية منسية، بينما من يجلسون على المقاعد الوثيرة ينعمون بالأمن الذي صنعته دماؤه. ليس من العدل أن تتحول البطولة إلى مجرد ذكرى، وأن يُطوى ملف الشهداء والجرحى كما تُطوى الأوراق القديمة.

 

يا والي الجزيرة، هؤلاء أبناؤك، هؤلاء أهلك، وهؤلاء وصمةٌ في ضمير كل من يخذلهم. الأيام تمضي، لكن التاريخ لا ينسى، ولن ينسى الذين أوفوا، كما لن ينسى الذين تخلّوا. افعل ما يجعلك جديرًا بثقة الشهداء الذين غادروا وهم يحلمون بوطنٍ أكثر عدلاً، وبقيت أنت لتحقق هذا الحلم. كن لهم أبًا وسندًا، وامسح دموعهم بيد العدل لا بيد المواساة.

 

لا تجعل الزمن يطوي هذه الصفحة، ولا تدعهم يشعرون بأنهم مجرد أرقام في سجلات الحرب. كن صوتهم، كن قوتهم، وكن من يصنع لهم الغد الذي يليق بتضحياتهم. إن نسيتهم اليوم، ستنساك الجزيرة غدًا.. فكن لهم

 

إني من منصتي أتحدث بالصوت العالي حيث أثق تماما ….أن نبضي الكتابي هذا سوف يصل الوالي واثق أنه سوف يبذل قصاري جهده في هذا الملف وسوف نري ….وإن غدا لناظره قريب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى