مقالات الظهيرة

ياسر الفادني يكتب….  ذمّ التعيس لخايب الرجاء!

بينما تنهمر القذائف على مدينة الفاشر، وتتصاعد أصوات النساء الثكالى والرجال المكظومين، تقف منظمة العفو الدولية كعادتها أمام جراحنا ببيان جديد، باهت.

لا يتجاوز كونه محاولة خجولة لتوثيق كارثة يعلمها كل من له عين أو قلب ينبض، إتهام صريح لدولة العدوان (الإمارات ) بتزويد مليشيا الدعم السريع بمدفعية AH-4 الصينية، لكن ماذا بعد؟ لا عقوبات، لا تحركات، لا قرارات، فقط بيان آخر يُضاف إلى كومة الخيبات التي تُنتجها تلك المنظمات الدولية المتحالفة مع العجز

 

لكن المهزلة لم تتوقف هنا، الإمارات، تلك التي تحاول دوماً تسويق نفسها كوسيط سلام ونموذج للتسامح، إختارت أن ترد على الإتهام الدولي ببيان صادر من وزارة خارجيتها… باللغة الإنجليزية فقط! لماذا؟ لأن من يعرف لا يقرأ الإنجليزية، ومن يقرأها لا يعنيه الدم السوداني، ومن لا يعنيه دمنا لن يسأل عن سلاحٍ يفتك بنا

 

بيان الخارجية الإماراتية لم يكن دفاعاً، بل هروباً نحو صمتٍ مختار، محاولة لترقيع صورةٍ مشروخة، والهرب من سؤال بسيط: لماذا تسلّحون مليشيا تُصنّفها كل التقارير بمرتكبة جرائم حرب؟ السؤال الذي لم تجب عنه لا محكمة العدل الدولية ولا هيئة الأمم المتحدة ولا أي جهة تُحاول عبثاً إقناعنا أن للعدالة أنياباً

 

السردية التي حاولت الإمارات تسويقها بعد جلسة محكمة العدل الدولية تتهاوى الآن تحت وطأة البيان الحقوقي الأخير فمن قال إن المحكمة “أنصفتهم” أو برّأتهم، عليه أن يقرأ بيان العفو الدولي الذي ينزع ورقة التوت عن سوءة المشاركة المباشرة في قتل المدنيين

 

لكن، هل ننتظر من منظمة تتبع للأمم المتحدة أن تُحدث فرقاً؟ لا، فهذه المنظمات فقدت فاعليتها منذ أن صارت بياناتها مجرد جبر خواطر، تُكتَب لتُحفظ في الأرشيف، وتُقرأ لتُنسى بعد ساعة، ذمّ التعيس لخايب الرجاء لا يُغيّر شيئاً في المعادلة، لكنه يضيف سطراً جديداً في سجل نفاقٍ دولي طويل

 

إني من منصتي انظر ….حيث أرى …. نحن أمام واقع تتقاطع فيه المصالح مع السلاح، والنفط مع الدم، والبيانات الباردة مع الجثث الساخنة، كل ما يصدر من هذه المنظمات ليس أكثر من محاولة بائسة لإخلاء الذمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى