مقالات الظهيرة

ياسر الفادني يكتب… أبو الكرام… يقود كرامة أخرى !!

تشهد ولاية الجزيرة هذه الأيام حالة إستثنائية من النشاط والحيوية، وتحديدًا داخل أروقة وزارة التربية التي إستعادت زمام المبادرة بقوة.

وخرجت من ركام الحرب تحمل راية التعليم ومشاعل الكرامة، لم يكن الأمر مجرد تحرك إداري عابر، بل معركة حقيقية، معركة كرامة يقودها الوزير عبد الله أبو الكرام ، الرجل الذي لا يساوم في واجبه، ولا يلين في وجه التحديات

 

أكثر من 29 ألف طالبة وطالب من الدفعة العالقة سيجلسون لإمتحانات الشهادة الثانوية بالجزيرة، بعد أن حاصرتهم الظروف وأثقلتهم الفوضى التي جرّتها دويلة الخراب ومن التفّ حولها من أوباشٍ بلا ضمير، ممن استمرأوا قبح المشهد واحترفوا تخريب كل جميل، هؤلاء الطلاب واجهوا ما لا يُحتمل، لكنهم لم يكونوا وحدهم في المعركة؛ كان هناك من قرر أن يواجه الطوفان بسلاح التعليم، وأن ينتصر للكرامة وسط أنقاض اليأس

 

وزارة التربية بالجزيرة، برجالها ونسائها، بمعلميها الأفذاذ، بعامليها في المحليات، قامت في زمنٍ إنحنى فيه الكثيرون ورغم المدارس والمكاتب التي نهبت وسُرقت، ورغم البيئة المنهكة بكل المقاييس، نهضت الوزارة من العدم وإستجمعت قواها، وبدأت بتنفيذ خطة دقيقة ومنظمة، وسط حضور جاد وحاسم من لجنة تنفيذ الامتحانات، التي تابعت واجتمعت وقررت، تحت مظلة قيادة لا تعرف التراخي

 

الوزير أبو الكرام لم يرفع شعارات جوفاء، بل مضى إلى الميدان، حيث المعلم في فصله، وحيث الطالب في قلقه المشروع، وحيث المكاتب المدمرة تُعاد للحياة بخطى واثقة، هو لم يحمل السلاح، لكنه حمل العزيمة، والسلاح هنا كان الكرامة نفسها، وكان التعليم وسيلة للمقاومة، وكان النجاح هو الهدف الأعلى

 

ما يحدث اليوم في وزارة التربية بالجزيرة ليس مجرد تنظيم لامتحانات، بل تأكيد على أن هذه الولاية قادرة على النهوض، وعلى أن رجالها في الميدان قادرون على الفعل، لا القول فقط. الوزير أبو الكرام لم يكن مجرد إداري، بل كان قائد معركة، ومعه جيش من الشرفاء الذين آمنوا بأن الكرامة لا تُشترى ولا تُؤجل، وأن خدمة الطالب هي خدمة للوطن في أنصع صُوره

 

هكذا تُكتب ملاحم الانتصار، وهكذا تُصنع شمس لا تغيب: بالعمل لا بالضجيج، وبالانتماء لا بالادعاء، وبالإيمان بأن التعليم قضية كرامة لا تقبل المساومة، فلتُسجل هذه اللحظة، وليُرفع اسم ولاية الجزيرة عاليًا، واسم وزيرها الذي أثبت أن الأوطان تُبنى حين يكون على رأس المسؤولية رجال من طينة الكبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى