مقالات الظهيرة

ملامح عيد الأضحى 2025… طقوس باهتة وبهجة غائبة في ظل الظروف المعيشية القاسية

الظهيرة  –  لقاء أبودية:

حلّ عيد الأضحى المبارك لعام 2025 بطابع مختلف وملامح مغايرة عمّا اعتدناه في السنوات السابقة. فبينما كانت أصوات خراف الأضاحي تملأ الأحياء وتبتهج بها القلوب، خيّم الصمت هذا العام على الكثير من البيوت، في مشهد يعكس عمق الأزمة الاقتصادية وتداعيات الحرب التي أرهقت المواطنين وأثقلت كاهلهم.

أغلبية الأهالي لم يتمكنوا من أداء شعيرة الأضحية، التي طالما كانت حاضرة في كل عيد. أصوات التكبيرات في المساجد عالية ولكن رائحة الشواء قليلة. اكتفى البعض بشراء اللحم لإرضاء الأطفال وإحياء بعض من روح العيد داخل البيت .رغم قساوة المشهد كان هناك جانب مشرق، حيث عاد عدد كبير من أهالي الجزيرة إلى منازلهم بعد رحلة نزوح مريرة، فيما لا يزال القليل منهم في مناطق اللجوء، في انتظار ظروف أفضل للعودة.

 

الفرح الذي كنا نراه مشتعلاً في عيون الأطفال، بدا هذا العام خافتًا. انقطاع الكهرباء والمياه زاد من المعاناة، وغلاء أسعار الثلج جعل الناس يشربون “الشربوت” حبيب الشعب ساخنًا والبعض لم يقم بعمله ابدا، في تناقض مؤلم مع تقاليد العيد التي طالما ارتبطت بالراحة والفرح.

وما زاد من وطأة هذا العيد، هو الحزن العميق الذي خيم على العديد من البيوت بفقدان الأحبة الذين غيّبتهم ظروف الحرب القاسية، أو توفوا خلال فترات النزوح والشتات. تعاقبت الأيام، لكن ذكراهم بقيت حاضرة، واشتد ألم الفقد والفراق مع قدوم العيد، حيث كانت لهذه المناسبات مكانة خاصة تجمعهم مع أسرهم. تقلبت الأوجاع هذا العام بين ألم الغياب ووجع الواقع، فجعلت فرحة العيد منقوصة، والقلوب مثقلة بالشجن (اللهم ارحم ابي وجميع موتانا وموتي المسلمين)

ومع ذلك يبقى الأمل حاضرا في قلوب الناس، بأن تعود الحياة لطبيعتها، وتعود أعيادنا كما كانت، مليئة بالأضاحي والزيارات وصوت الضحكات في كل بيت.

اللهم اصلح حال البلاد والعباد ويكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

وكل عام وأنتم بألف خير*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى