مأساة إنسانية في الولاية الشمالية: أهالي الجزيرة بين براثن البرد واليأس.. أين الاستجابة؟
بقلم – تاج السر ود الخير:
مأساة إنسانية عميقة تعيشها الولاية الشمالية، حيث يعاني آلاف النازحين من أبناء ولاية الجزيرة من ظروف معيشية قاسية تصل إلى حد الكارثة.
البرد القارس، ارتفاع تكاليف الإيجارات، ووسائل النقل الباهظة الثمن جعلت حياتهم جحيماً يومياً. ومع تزايد المعاناة، يبدو أن أصواتهم لم تصل بعد إلى من يملكون القدرة على مساعدتهم. هذه ليست مجرد أزمة عابرة، بل كارثة إنسانية تتطلب تحركاً عاجلاً من كل الضمائر الحية.
يعاني النازحون من أبناء الجزيرة في الولاية الشمالية بمحلياتها المختلفة من ظروف معيشية قاسية. البرد الشديد يضرب المنطقة، وهم محرومون من أبسط مقومات الحياة الكريمة.
الإيجارات المرتفعة جعلت الكثيرين عاجزين عن تأمين مأوى آمن، بينما تكلفة النقل إلى مناطقهم الأصلية أصبحت حلماً بعيد المنال.
تذكرة السفر كمثال من محلية الدبة إلى ود مدني، على سبيل المثال، وصلت إلى 140 ألف جنيه، وهو مبلغ خيالي بالنسبة لأسر فقدت كل مواردها.
في ظل غياب وسائل نقل آمنة وبأسعار معقولة، بمختلف الوحدات الادارية يضطر الكثيرون لركوب “الدفارات” بتكلفة تتجاوز 100 ألف جنيه. هذه الوسيلة أصبحت الخيار الوحيد أمام من لا يستطيعون تحمل تكاليف النقل التقليدي.
وبرغم أن برنامج العودة الطوعية نجح في ولايات أخرى، إلا أن أهالي الجزيرة في الشمالية لم يجدوا أي استجابة من حكومة الولاية الشمالية أو اللجان المختصة.
هذا الصمت المريب يطرح تساؤلات كبيرة: هل هؤلاء النازحون ليسوا بشراً؟ هل فقدوا حقهم في العودة إلى ديارهم؟ أين المسؤولية الإنسانية للحكومة والجهات المعنية؟
مواطنون تواصلوا مع لجنة الدعم والاسناد والعودة الطوعية بولاية الجزيرة وتلقوا وعوداً دون إيفاء يذكر بينما تتسابق مختلف الجهات الرسمية والشعبية في مختلف الولايات لدعم هذه العودة ويتم تناقل ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي ما عدا الولاية الشمالية. هذا التفاوت في الاستجابة يزيد من معاناة أهالي الجزيرة في الشمالية، ويطرح تساؤلات حول أسباب هذا التمييز في المعاملة. أين هي العدالة الإنسانية؟ أين هي المساواة في تقديم الدعم والمساعدة؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات عاجلة من الجهات المعنية.
نوجه هذا النداء العاجل إلى كل المنظمات الوطنية والدولية، وإلى رجال المال والأعمال وأصحاب المبادرات الإنسانية. نحن بحاجة إلى تدخل عاجل لتوفير وسائل نقل آمنة ومجانية أو مدعومة للنازحين، وتقديم المساعدات العاجلة لتسهيل عملية العودة. الوقت ليس في صالحهم، وكل يوم يمر يزيد من معاناة هؤلاء المواطنين.
المنظمات الإنسانية مدعوة إلى التحرك الفوري لتقديم الدعم المادي واللوجستي. هذه الأزمة تتطلب جهوداً مكثفة لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين ومساعدتهم على العودة إلى ديارهم. لا يمكن أن نترك هؤلاء الناس يواجهون مصيرهم وحدهم.
رجال المال والأعمال وأصحاب المبادرات الخيرية يقع على عاتقهم دور كبير في هذه الأزمة. مساهمتكم في تمويل برامج العودة وتوفير البصات أو وسائل نقل أخرى يمكن أن تنقذ حياة آلاف الأسر وتعيد لهم الأمل. هذه ليست مجرد مساعدة، بل مسؤولية وطنية وإنسانية.
وسائل الإعلام مدعوة لتسليط الضوء على هذه الأزمة الإنسانية. كل تقرير، كل خبر، وكل صورة يمكن أن تكون سبباً في إنقاذ حياة إنسان. لنعمل معاً على زيادة الوعي بهذه المأساة وجذب الدعم المحلي والدولي.
هذه المأساة الإنسانية لا تحتمل الانتظار. الأهالي فقدوا كل شيء، ولم يتبقَّ لهم سوى الأمل في أن تصل أصواتهم إلى من يملكون القدرة على مساعدتهم. لا تدعوا البرد والمعاناة تقضي على أحلامهم في العودة إلى ديارهم. استجابتكم الآن هي أملهم الوحيد.
معاً، نستطيع أن نعيد الأمل إلى قلوبهم.
معاً، نستطيع أن ننقذ الأرواح.
#أنقذوا_أهالي_الجزيرة
#العودة_الطوعية_حق_إنساني
#مأساة_الدبة
#الضمير_الإنساني