لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد يكتب… ذُقْ ،،، إنَّك أنتَ العزيزُ الكريم
المعنى مستلهم من تفسير الآية الكريمة في سورة الدخان من باب التهكّم والتوبيخ للشخص الذي يفتخر بعزته في الدُنيا وذلك في سياق ما يلاقيه بالمقابل فوق تصوّره.
الصهيوني المعتوه ( *نتنياهو* ) الذي يُعتبر أسوأ القادة الصهيانية الذين تعاقبوا على الدولة العبرية منذ إقامتها عام ١٩٤٨م وما أحدثته من خرابٍ وما إرتكبته من جرائمٍ في حق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض عبر سلاسلٍ من الحروب والقهر، والإرهاب، والتصفيات، والتهجير، والإعتقال، وسلب الأرض والممتلكات، وصياغة القوانين العنصرية تحت سمع العالم وبصره عبر سبعة عُقودٍ من الزمان ونيف وذلك بمعونة الغرب عمومًا، وبريطانيا وفرنسا وأمريكا على وجه الخصوص، بينما مجلسُ الأمنِ والأمم المتحدة يقفان عاجزين عن رد العدوان بالفيتو الأمريكي المُدافع عن حق الكيان في فعل كل ما شاء بذريعة الدفاع عن النفس.
نتنياهو المتغطرس الذي حكم دولة الكيان منذ العام ١٩٩٦م بواسطة حزبه ( *الليكود* ) حيثُ سبقة الهالكان مناحيم بيغن، وشارون، غير أنه الأكثر بطشًا وإجرامًا، فقد لاقى الفلسطينيون على يده ما لم يلاقوه من قبل، فاليمين المتطرّف تقوم فلسفته في الحكم بإخلاء فلسطين من أهلها سواءً بالتشريد والتضييق والتهجير والقتل بلا رحمة، وهذا ما يشاهده العالم بوتيرة يومية مستمرة ومتصاعدة وظنَّ أنه في معزلٍ بقوّته التي قِيل عنها الجيش الصغير الذكي الذي لا يُهزم.
حتى جاء وعد الواحد والعشرين من أكتوبر عام ٢٠٢٣م حيث فاجأئه شباب القسّام بما لم يكُن يتوقّعه أن تُهَاجم ( *إسرائيل* ) في عقر دارها المُغتَصب وحِماها الموهوم ويجر الجنود من آذانهم أسرى صاغرين، وتلقف النيران ما ائتكفوه من تجهيزاتٍ حديثه وحصون مانعة،
صحيح ردّة الفعل الصهيوني العالمي كانت قاسية، شديدة الوطأة على قطاع غزّة حيثُ أعملت فيه دولة الكيان مقتلةً بشعة، وحصارٌ وتجويع، لكنّه في ذات الوقت كان بالغ الأثر في عُمق الدولة الصهيونية، فمسَّ حقيقة وجودها وشكّك في مستقبلها وإندلع النزاع الداخلي وإنقسم المجتمع وتباطأ الإقتصاد، وتعطّلت عجلة الإنتاج، وتعمّق الإحساس بالخوف والحذر من المستقبل، فغادرت رؤوس أموال، وإنتقلت شركات، وهاجر مواطنون، وتوقّفت السياحة، وإنكشفت كُل نقاط الضعف الخطيرة، وتأكّد بالتجربة أنَّ الجيش أضعف بكثيرٍ مما كان يبدو عليه، مسكونٌ بالجُبن والخور، عاجزٌ عن إستيعاب كُل ما حوله، ولولا الدعم الأمريكي والأوروبي والعربي خاصّةً لما بقيت لدولة الكيان باقية، وأصبحت الجرائم الإسرائلية وصمةَ عارٍ في التاريخ الإنساني، حيثُ ناهضها الأحرار في كل العالم برغم تخاذل الأنظمة الحاكمة عدا القليل منها، وجرّت دولة الكيان للمحكمة الجنائية حيثُ قضت بطلب القبض على نتنياهو ووزير دفاعه ( *جلانت* ) لما إرتكباه من جرائمٍ ضد الإنسانية وهي إدانةٌ قانونية وأخلاقية.
ثم قفز نتنياهو على كُل من تصوره عدوًا، فأسرف في القتل والتدمير، حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وقادة وزعماء حماس العسكريين والمدنيين، في حالةٍ أشبه بجنون العظمة.
ثم ختمها بإعتدائه على إيران يوم الجمعة ١٣ يونيو برغم إنخراطها في جلسات التفاوض في شأن تخصيب اليورانيوم، وذلك لإخراجها من مظلّة التهديد المستقلبي لدولة الكيان التوسعية، وذلك بضربةٍ لازبة لكُل مفاعلاتها، ومراكزها العسكرية، بينما يحتمي هو بالآلة الأمريكية، وسُلطة التخويف، والخداع، ويستتر تحت ( *القبّة الحديدية* ) .
إيران وبرغم ما بها من ضر الحصار الطويل وحرمانها بيع نفطها بغرض إضعافها إقتصاديًا، إلّا أنّها لم تكن سهلة بلا ردة فعل، فقد أرت العدو منها قوّة، وأذاقته ويلات القصف، برغم القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوّي المتقدمة.
فقد تبدت تل ابيت، والقُدس، وحيفا، والناقورة، اللد، الرملة، وكل البلدات الفلسطينية المحتلّة بدت مضطربةً تلتمسُ النجاةَ في الأقبية تحت الأرض على وقع صافرات الإنذار المتكرّرة ونالت الصواريخ الفرط صوتية من الأهداف المرصودة، وبرزت ذات مشاهد الدمار الذي ألحقه نتنياهو بغزّة، ظهرت في البنايات المهدمة وأطقم الإسعاف ينتشلون العالقين من تحت ركامها، وإحترق قلب تل أبيب ومراكز الأبحاث ومخابئ المجرمين من قادة الكيان.
وما تزال الحرب في أيامها الأولى ودُول الإقليم تنظر وتتحفّز للقادم .
وهكذا أذاق نتنياهو دولة الكيان ما لم يكُن في حسبان قطعان ساكنيها من يهود الشتات أنها أرض السمن والعسل، وقد تحوّلت إلى جحيمٍ وخوفٍ ودمار لن ينتهي إلّا بنهايتها الحتمية الموعودة وعدًا غير مختلف.
الآن يصُب من فوق رأس نتنياهو ألوان العذاب ولسان الحال يسخرُ منه، ومن كبريائه الزائف، وغطرسته المتناهية وهو يرى النار تأكل في اللحم الصهيوني وتحرق الحلم الكذوب، وإسرائيل الآن أضعف، وأهون وأذل من أيّ عهدٍ سبق.
و إن تعجب فعجبًا لدول تُسمّي نفسها عربية تصطفُ الآن مع الكيان تفتح مجالها لطائراته، وتمدّه بالمؤن، وتتصدّى لصواريخ إيران وطائراتها المسيّرة،
ولكنّهم لن يجدوا من اليهود غير العداوة التي قضى بها رب الناس.
*{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}*
*إيران لا عودة لأي تفاوض*
*بَـل بَـسْ*