كيف نواجه هذا الغزو الفكري الخطير؟
مقال يكتبه للظهيرة :
د.محمد عبدالله كوكو
باحث ومفكر إسلامي
رئيس الجبهة الوطنية الفيدرالية/ الإقليم الاوسط
تتوافد على شبابنا المسلم اليوم الوان عديدة من الغزو الفكري .تحركه ضد عقائدهم وافكارهم وأخلاقهم قوى متنوعة وتضرم ناره دوائر متخصصة وتدعمه في داخل مجتمعاتنا المسلمة فئات مستغربة وعلمانية تربت في أحضان الغرب ورضعت لبانه وتشبعت بافكاره وطرائق حياته وسلوكه
فلابد لنا نحن كاسلاميين من مواجهة هذا الغزو الفكري والثقافي وتقع علينا مسئولية كبرى والا ضاع الشباب وضاع الدين والوطن ونحن في السودان إلى جانب الآلة العسكرية تعمل فينا آلة إعلامية متطورة لطمس هوية امتنا وخصوصا الشباب
وهنا اريد ان اسأل اخوتي الاسلاميين
كيف نواجه هذا الغزو وماهي خطتنا لاحلال الفكر الإسلامي بديلا عن الأفكار المنحرفة ونرسخه في نفوس الشباب التائه الحيران؟
هذا السؤال لا يجيب عليه مقال صغير كهذا بل يحتاج إلى بحث وحوار ودراسة يجب أن يشترك فيها كل العاملين للإسلام فيطرحون تصوراتهم ويقدمون اراءهم ومشاريعهم حتى تؤتي هذه الجهود بعض ثمارها المرجوة
ورغبة مني في فتح باب الحوار والنقاش احب ان اطرح عليكم في هذه العجالة افكارا متواضعة عسى أن تكون بداية لرؤية جدية لموضوع بالغ الاهمية وتتلخص هذه الأفكار في الاتي:
١/ إن المطلب الحيوي الأول لمواجهة الغزو الفكري هو أن نعيش نحن العاملين للإسلام الواقع الحي ونتفاعل مع أحداثه لأن الذي لا يعيش واقعه تجربة وخوضا ومتابعة لا يستطيع أن يواجه اي فكر محدث إذ لا تسعفه ثقافته ولا تجربته لخوض هذه المعمعة
٢/ إن في نفوس معظم الشباب اليوم حيرة وبلبلة غذاها الفراغ الفكري الذي يعيشونه (ولكم رأيتم ذلك كيف ساق المجرمون شبابنا إلى المحرقة ايام تلك الفوضى التي سميت ثورة ديسمبر) ونماها عدم وجود أو قل قلة وجود من يستطيع أن يجيب على تساؤلاتهم الحيرى إجابات مقنعة شافية….إذ لم يكلف العاملون للإسلام عناء دراسة المشكلات الواقعية للشباب والبحث لها عن حلول تنمي لدى الشباب روح الثقة بمنهج دينهم وبأن هذا الدين يجب أن يعيش في واقع الحياة وأن يضع الحلول الناجعة لكل مشكلاتها لا أن يعزل بعيدا عن الحياة كما ينادي بذلك العلمانيون
٣/ إن الفكر المضاد لا يمكن أن يعيش إلا إذا وجد فراغا لذلك يجب أن نسعى إلى تقوية روافد الإيمان في نفوس الشباب والناشئة حتى لا يحدث ذلك الفراغ الذي يلجد عن طريقه الفكر الملحد أو المنحرف إلى النفوس والعقول ولا شك أن للاساليب المشوقة دورا مهما في تحقيق مثل هذا الهدف والوصول إلى عقلية وقلوب الشباب
٤/ لابد من سلوك منهج النقد العلمي للافكار المضادة للإسلام ولا يتم ذلك إلا من خلال المعرفة الواعية لاسس وأصول المذاهب والأفكار الغازية وتحليلها وبيان مواطن العوار فيها بمنطق علمي مدعوم بالحجج والبراهين والوقائع بعيدا عن الحماسيات الخطابية والتناول العاطفي
٥/ لا مناص لمواجهة الفكر الغازي من إنزال الفكر الإسلامي بديلا اصيلا عن تلك المبادئ والأفكار….ورغم أن الإسلام فطرة في نفوس الشباب المسلم إلا أنه لابد من العمل الحثيث على تأصيل منهج الإسلام في مختلف جوانب الحياة واستنباط معطيات الفكر الإسلامي من أصولها الأساسية وتطبيقها في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلوم والثقافة…..الخ
هذه مساهمة متواضعة مني والأمر برمته بين ايديكم.