كيف نؤهل الشباب للقيادة؟
مقال يكتبه للظهيرة :
د.محمد عبدالله كوكو
رئيس الجبهة الوطنية السودانية لدعم القوات المسلحة/ الولايات الوسطي
اذا أردنا أن نبني الوطن بعد أن دمره الأعداء وننهض به في كل المجالات فلعينا الاهتمام بفئة الشباب وتاهليهم ليقوموا بدورهم كاملا تجاه وطنهم وامتهم
فالشباب عماد الأمة وحاملو لواء مستقبلها، إذ يمتلكون الطاقة والحيوية والإبداع اللازم لتحقيق التطور والابتكار، وإذا ما أُحسنا استثمار طاقاتهم وتوجيهها بشكل صحيح، يمكن أن يقودوا الأمة نحو آفاق جديدة من التقدم والتنمية.
فهم يمتلكون طاقة متجددة تمكنهم من العمل الدؤوب والسعي لتحقيق الأهداف، هذه الطاقة تجعلهم قادرين على مواجهة التحديات، وتحقيق الإنجازات التي تعود بالنفع على المجتمع.
وهم أكثر الفئات استعدادًا للتغيير ومواجهة العادات السلبية والتقاليد البالية، ودورهم في المطالبة بالإصلاحات الاجتماعية والسياسية يجعلهم قوة لا يمكن تجاهلها في أي مجتمع.
وهنا بعض الأمور المهمة التي تساهم في تمكين الشباب، لحمل الراية وتحمل المسؤولية:
1. التعليم والتأهيل؛ فالتعليم هو حجر الأساس لتمكين الشباب، ويجب توفير أنظمة تعليمية متطورة تُركز على بناء القدرات الفردية وتنمية المهارات العملية، إضافة إلى ذلك، يمكن تقديم برامج تدريبية متخصصة لتأهيلهم لسوق العمل وتزويدهم بمهارات القيادة.وهذا يتطلب النظر في نظامنا التعليمي المتخلف
2. التمكين الاقتصادي؛ يجب خلق فرص عمل مستدامة للشباب وتشجيع ريادة الأعمال، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومنح القروض الميسرة تعد خطوات مهمة في هذا الإطار ( معظم شبابنا يعانون من العطالة والفقر مما يؤدي للانحراف.
3. إشراك الشباب في صنع القرار؛ فتمكين الشباب من المشاركة في القرارات السياسية والاجتماعية يعزز شعورهم بالمسؤولية تجاه المجتمع، وعليه يجب توفير منصات تتيح لهم التعبير عن آرائهم ومناقشة القضايا التي تهمهم.
4. ومن المهم جدا تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي؛ من خلال بث القيم الدينية و الأخلاقية (فعلم بلا دين وأخلاق سيكون طاقة مدمرة) وتعزيز روح المواطنة والانتماء يساعد الشباب على فهم أدوارهم المجتمعية والتفاعل مع القضايا الوطنية بروح إيجابية.
5. دعم الشباب نفسيًا واجتماعيًا؛ فالاهتمام بالصحة النفسية للشباب ودعمهم اجتماعيًا يساهم في بناء شخصيات قوية قادرة على تحمل الضغوط وتحقيق الأهداف.
ومن النماذج الملهمة للشباب: أسامة بن زيد (القائد الشاب)، حيث يُعد نموذجًا للشباب الذين تحملوا المسؤولية في سن مبكرة، عيّنه النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، قائدًا لجيش المسلمين وهو في السابعة عشرة من عمره، على الرغم من وجود كبار الصحابة. هذا التكليف يعكس الثقة التي وضعها الرسول في قدرات الشباب ويُبرز أهميتهم في تحقيق النصر.
صلاح الدين الأيوبي ( حتى لا يقول أحد اسامة صحابي رباه الرسول على يديه) فصلاح الدين الأيوبي ذلك (القائد الملهم): تربى تربية دينية ووطنية صحيحة فبرز في شبابه، كقائد عسكري وسياسي بارز، تمكن من تحرير القدس وقيادة الأمة نحو الوحدة الإسلامية ونجاحاته تؤكد أهمية الاستفادة من طاقات الشباب وتوجيههم لتحقيق أهداف كبيرة.
محمد الفاتح (فاتح القسطنطينية): كان في عمر الحادية والعشرين عندما قاد الجيش العثماني لفتح القسطنطينية، وهو إنجاز تاريخي غيّر مجرى الأحداث العالمية. وهذا يبرز دور الشباب في تحقيق الإنجازات الكبرى.
من هنا يجب أن تضع الحكومات خططًا إستراتيجية تتضمن برامج تمكين للشباب في مختلف المجالات، وتشجيع التعليم المتخصص، ودعم الابتكار، وتوفير بيئة سياسية واجتماعية آمنة يعد مطلبا أساسيًا.
ويمكن للمؤسسات غير الحكومية أن تلعب دورًا مكملًا من خلال إطلاق برامج تدريبية، وتنظيم فعاليات تفاعلية تعزز من قدرات الشباب وتفتح لهم آفاقًا جديدة.
وللقطاع الخاص دور كبير في توفير فرص العمل للشباب، ودعم ريادة الأعمال عبر برامج احتضان الأفكار والمشاريع الجديدة.
** أقول: إن الشباب هم القوة الدافعة وراء التغيير والتنمية في أي أمة، يمكنهم تحقيق المستحيل إذا ما أُحسن توجيههم، وتمكينهم من استثمار طاقاتهم بشكل فعّال. لذا، فإن مسؤولية المجتمع ككل تكمن في تعزيز مكانة الشباب، وتمكينهم من القيادة والإبداع لتحقيق مستقبل مشرق للأمة.
فالكبار أصحاب العلم والخبرة والتجربة للتخطيط والتوجيه والارشاد والشباب للتنفيذ وبذلك تتكامل الادوار