عزيزة المعراج تكتب… هل هناك فرق بين الفشل والانهيار؟

نعم الفشل يعني انك لم تستطيع تحقيق قدر ادنى من متطلباتك لكن يظل هناك امل لانك تملك قدرات وموارد لم تعرف كيف تستخدمهما .
اما الانهيار فهو العجز التام عن تحقيق الاهداف وكذلك فقدان الامل الذي هو بوصلة النجاح بعد ان تفقد جل قدراتك ومواردك وهذا ما يحدث للدولة الفاشلة.
ظهر مصطلح الدولة الفاشلة في تسعينات القرن الماضي وتحديداً في عام 1993.
والدولة الفاشلة تعاني وبصورة المرعبة عن متلازمة الفقر والبطالة والفساد والفشل الاداري وانعدام الأمن والانقسامات والحروب الداخلية . وعادة هو مصطلح توصف به الدولة التي تعجز عن القيام بوظائفها الأساسية.
وتكون غير قادرة على السيطرة على كل أرجاء الدولة وإدارة شؤون الحكم، كما أنها تكون ضعيفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ما يتيح للدول الأخرى بالتعاون مع الأحزاب السياسية المجتمعية السيطرة عليها وسلب نظام الحكم.
نعوم تشومسكي مؤلف كتاب «الدول الفاشلة» يرى أن هذا المصطلح هو أحد تصنيفات الإدارة الأميركية للدول التي يُراد التدخل في شؤونها أو التقليل من شرعية سيادتها، بحجة أنها تمثل تهديداً للأمن الدولي، وباعتبارها دولاً غير قادرة على الحفاظ على كينونتها، وبغض النظر عن نظرية المؤامرة التي تغلب على هذا الرأي لكن «الكاوبوي » الأميركي الذي تطال يده كثير من الدول هذا النفوذ والظل الثقيل تؤكدصحة أقوال نعومتشومسكي .
وقد تزعج هذه العبارة دولة فاشلة نرجسيتنا وتجرح كبريائنا اذا اننا نعتبر اننا اصحاب عمق تاريخي .
ونحن كسودانيين نقدس الماضى ونعيش عليه وعلى امجاده ونتغنى بالزمن الجميل ولعل هذا اكبر دليل على اننا نعيش في دولة فاشلة لان الحاضر لايسر فلابد من الانسحاب نفسيا للماضي وقد صنف السودان كدولة فاشلة منذ عام 2015 ومن يومها لم يتزحزح من هذه القائمة القميئة قيد انملة.
وصف الدولة الفاشلة أكثر مصداقية من مصطلح الدولة الهشة الذي اعتمده تقرير صندق السلام ابتداءً من 2016 وكان فيه مجاملة وتقليل من اثر العبارة التي تدل على الفشل ولأن وصف الفشل ينطبق تماماً على الدول التي تعجز عن الوفاء بالتزاماتها في توفير الحاجات الأساسية لغالبية شعوبها .
بالنسبة للانهيار هو انهيار كل مظاهر الدولة من جيش وشرطة ومؤسسات مدنية وتعليمية وتفكك الدولة وبدايات الانقسامات الطرفية وانعدام كامل لكل الخدمات بمعني ادق تداعي الدولة والعيش في مرحلة اللادولة.
لكن لو تأملنا قليلا في تسارع الخطى من الفشل للانهيار لبرز وبسرعة التدخل الخارجي واستقواء اهل البلاد بالاخر الخارجي
لكن …هل هناك امل.
هل هناك دول نهضت بعد الحريق والرماد مثل طائر الفينيق ….نعم هناك امل ….كثير من الدول نهضت من كبوتها بعد ان ملأت جثث اهلها ومواطنبها الانهار .. نهضت بعد آمنت بقدرات ابنائها وتركت الارتهان لارادات خارجية.
اللهم هب لنا ارادة
اللهم هب لنا ادارة