عبد الحليم سر الختم يكتب…. وداعاً أيها الإنسان الموهوب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في كتابه الكريم :
” وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ” صدق الله العظيم
وداعاً أيها الإنسان الموهوب ..
طَوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ
فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً
شَرقتُ بالدمعِ حتى كاد يشرق بي
لقد وقع علي وقعا مؤلما جداً نبأ انتقال الإبن و الزميل الإنسان الموهوب الجميل مخرج البدائع و الروائع و زعيم المخرجين بإذاعة ود مدني المغفور له بإذن الله الصادق ساتي محمد خير أحد أركان إذاعة ود مدني و أحد الذين نهضت على اكتافهم حتى تبوأت مقامها المتقدم بخريطة الإعلام السوداني عامة و إعلام الجزيرة خاصة …
لقد عرفت فيه من خلال عشرة طويلة انسانا صبورا كتوما مسكونا بحب الإذاعة و العاملين فيها غيورا عليها و عليهم داعيا دوما و ساعيا لتطويرها رسالة و تقنية و لقد خرجت على أيديه لآذان مستمعيه أجمل و أروع برامج إذاعة ود مدني لعل أشهرها برنامج ملتقى الأصدقاء الذي كانت تعده و تقدمه الأخت الدكتورة عواطف كما تشرفت بأن تولى المرحوم إخراج عددا من البرامج من اعدادي و تقديمي لعل أشهرها برنامج فن و مهن و كان آخرها برنامج حجر و بشر و كم كان رحمه الله غاضباً من قرار والي الجزيرة الأسبق بإيقاف البرنامجين ملتقى الأصدقاء و حجر و بشر …
و نحن إذ ننعيه لا نستطيع أن نحصي مآثره فقد كان بجانب ما ذكرنا صديقا صدوقا للجميع محبا للخير و كان اجتماعيا و فاعلا وسط مجتمعه بمارنجان و بركات النموذجية فلقد تطورت علاقتنا به فأصبحت علاقة أسرية ….و مع التسليم لقضاء الله و قدره فإن العزاء مرسل لزوجه المكلومة الشفاء محمد عبد القادر التي شاركته رحلة حياته و شاركته في مهنته و حبه للإذاعة و شاركته في إخراج بعض البرامج و العزاء أيضا لابنهما أحمد و لعمه الدكتور عبد السلام محمد خير و لكل آل محمد خير و آل محمد عبد القادر بالجزيرة و الخرطوم و الشمالية.
كما العزاء لكل زملائه في إعلام الجزيرة عامة و هيئة الإذاعة والتلفزيون خاصة و لأصدقائه و جيرانه و لكل مستمعيه و نحن رغم الكلمات المتغرغرة بالدموع لا نقول إلا ما يرضي الله انا لله وانا إليه راجعون سائلين له الرحمة والمغفرة و الفردوس الأعلى مسكنا مع الأبرار و الصديقين ولا حول ولاقوة الابالله.
عبدالحليم سرالختم