عائد عبدالله يكتب …. وللاوطان في دم كل حر… يد سلفت ودين مستحق
الوطن بالنسبة للإنسان ليست الأرض فقط بل كل ما تحمله هذه الأرض في جنباتها من أهل وأصدقاء ومعارف وذكريات ومنجزات وكل ما يجعل الأرض جنة الإنسان أو جحيمه. وتجسيداً للحقوق والواجبات عندما تتساوى الحقوق والواجبات تنشأ العلاقة السوية بين الوطن والمواطن وتصبح الأرض جنة،.
وأي خلل في هذه المعادلة يعني خللاً في هذه العلاقة وهنا تصبح الأرض جحيماً. فالجنة أن تكون حقوق المواطن التي يأمل الحصول عليها بقدر الواجبات التي يؤديها في أطار الولاء للوطن. لكن الجحيم هو أن يطالب بالحقوق دون أداء الواجبات بوحي أصوات نشاز معلومة أو مجهولة المصدر.
وهذا حتماً لا يؤثر على المعنى العام للعلاقة الوثيقة بين المواطن ووطنه لأنه عندما يتعرض الوطن لخطر فإن المواطن لابد أن يستشعر هذا الخطر لأنه يستهدف كيانه ووجوده وهنا لا مجال للمساومة أو المزايدة على حب الوطن لأن المسألة تصبح مسألة مصير وعندها لابد من حمايته وكيان لابد من الدفاع عنه وهنا يصبح الجميع في خندق واحد للذود عن الوطن ومقدراته. والكل في هذه المسؤولية سواسية لأن الوطن هو مظلة المواطن التي تحميه من عاديات الزمن، وحصنه الذي يحقق له نعمة الأمان وبيته الذي يشعره بالاطمئنان وقد قيل:
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
مؤكد أن الكل وطني في مواجهة كل ما يهدد أمن المواطن وازدهاره وسلامة الوطن ومنجزاته كل من موقع مسؤوليته ليصبح الجميع جنوداً في وجه أعداء الوطن. تجسيد حب الوطن يعني ضرورة رفع رايته في السلم والحرب والذود عن حدوده في السراء والضراء وحماية مكتسباته في اللين والشدة لأن قدر المواطنين مرتبط بقدر الوطن .ونصر من الله وفتح قريب.