عائد عبدالله يكتب …. محاسبة النفس قبل فوات الاوان
محاسبة النفس تتطلب أن يقوم الفرد من تلقاء ذاته بمواجهة نفسه بنفسه أولاً بأول ومراجعة أعماله وسلوكه وتصرفاته ما ظهر منها وما بطن حتى يكون على بصيرة من أمره وأن يقوم نفسه إذا ما وجد انحرافاً وذلك قبل فوات الأوان وانقضاء الأجل.
والعاقل من حاسب نفسه الآن قبل فوات الأوان، فكلما كثرت محاسبة الإنسان لنفسه قلت عيوبه وكثرت ميزاته، ونجحت خطته في نجاح نفسه وتتم محاسبة النفس بتحديد وقت المحاسبة وحصر الأعمال والتصرفات التي تمت خلال هذه الفترة التي يشعر المرء بأنه في حاجة إلى المراجعة والمحاسبة، فبذلك يدرك الإنسان هل هو من المتيقظين لأنفسهم أم أنه من الغافلين عنها فيتدارك ما فاته قبل فوات الأوان وانقطاع عمله عن هذه الدنيا.”
إن الإنسان إذا طال أمله في هذه الحياة، زاد تعلق قلبه بها، وذهل عقله عن إدراك حقائقها؛ فتشغله الظواهر، وتخدعه المظاهر، وتلهيه السفاسف عن إدراك الحقائق، ويشغله طلب الدنيا والعمل لها والتذذ بمتاعها عن مهمته الأساسية ووظيفته الحقيقية.
فيبقى في هذه الغفلة ـ ما لم يتداركه الله برحمته ـ فلا يفيق منها إلا مع فجأة الموت “الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا”.. فإذا رأى عاقبة طول أمله وتسويف عمله نادى بأعلى صوته: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} ولكن للأسف الإجابة {كلا}.