مقالات الظهيرة

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب…. (بعيداً عن السياسة) حكايتي مع الكتابة (٢-٣)

لم تكُن علاقتي بالاخ جمال الوالي حديثه بعد الرخاء الذي أنعم الله به عليه حيث كثُر أصدقاء الرجل وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم ومن معظم شرائح المجتمع الفن الأدب ، السياسة و (الكورة)

جمال عندما أتى طالباً بكلية الحقوق جامعة بيروت العربية ومقرها الإسكندرية كُنا قد سبقناه لربما بعامين ولم نعلم عنه إلا أنه ذلك الشاب الخلوق الوديع الأنيق في إنتقاء الزِّي سيما (الفنائل المُخططة) والشعر (الكاجول) بلا عناية ملحوظة
كذلك عرفناه طالباً مُتحدثاً مُهادناً رقيقاً وعقلانياً مما أكسبه إحترام التنظيمات السياسية الآخرى

ولم أعرف له سوى رئاسته لأسرة طلاب جامعة بيروت العربية وهى إحدى روافد إتحاد الطلاب السودانيين بالإسكندرية

والغريب في الأمر بعد سطوع نجم الأخ جمال في دنيا المال والسياسة لاحقاً بالسودان قرأت لمن كتبوا عنه أنه كان رئيساً لإتحاد الطلاب السودانيين بمصر !
و أرهقوا كاهل الرجل بالنُعُوت والالقاب و الأفعال الخارقة للعادة بينما لم يكن هو كذلك ولو إستشاروه لما قصموا ظهره بحروفهم الغير دقيقة

مرّت محطات سريعة كُنتُ آراه كما الآخرين عبر الإعلام أو مباريات كرة القدم و فعاليات المال والأعمال .

قبلها لم ألتقيه إلا أوائل التسعينيات من القرن الماضي في ذات (خميس) عندما كُنتُ عائداً من الخرطوم الى العيكورة وكان هو ذاهباً لفداسي وكِلانا لا يملك دابة فإقترح علي أن أرافقه بسيارة صديقة من قرية (العزازة) أذكر أنه عرفني به ب (النقيب طلحة) لو لم تخونني الذاكرة .

لاحقاً جمعتنا مجموعة (واتساب) خاصة بخريجي الإسكندرية وقرأ فيما قرأ لي بعضاً مما أكتب فإقترح عليّ أن ينشروا لي عبر صحيفته (السوداني) المملوكلة له وكانت تلك المرّة الاولى التي أعلمُ فيها أن لجمال صحيفة إسمها (السوداني) .

أرسل لي رقم هاتف الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس التحرير و طلب مني التواصل معه وقد كان
رحب بي الأستاذ ضياء وأثنى على ما أكتب وطلب منى إرسال المواد عبر البريد الإلكتروني للصحيفة وبدأت مسيرة النشر و الكتابة

أعترف في تلك الفترة كانت مقالاتي طويلة جداً تتجاوز ال (٧٠٠) كلمة وهذا غير مرغوب عموماً في كتابة المقال كما تعلمت لاحقاً و بالممارسة صرت أسعي للتجويد و إختصار المعنى في أقل عدد مُمكن من الكلمات

كان هُناك أستاذ صحفي لم أتشرف بالتعرف عليه مسؤولاً عن المقالات أو ما سُمِّي لي بمساعد رئيس التحرير للمقالات يُدعى الأستاذ على عبد الكريم (على ما أعتقد)
فكان هذا هو (مقصّ) الرقابة الأول الذي تعبره مقالات الكُتّاب وكان هيّاباً لكل ما ينتقد الإنقاذ أو الرئيس البشير فلم تسلم كثير من كتاباتي إما من الحجب أو الحلاقة وهي (الشّرِم) كما كُنت أتبادلها في دعابة مع الأستاذ مجدي عبد الرحيم الخليفة مدير التحرير الذي يستقبل ما يجيزه (عمّك علي) لإستكمال الإخراج الفني
كما أوضح ليّ

وكُنتُ دوماً عندما أستفسر عن مقالٍ لي لم يُنشر أو أنه جاء مبتوراً فيقول لي الأستاذ مجدي ضاحكاً ….
(عمّك الليلة حجبو)
أو …..
(عمّك شرمُو)
ونتبادل المُزّحة ثم نمضى لما بعدها….!

بعد فترة طويلة لا أذكرها تحديداً ذكرتُ للأخ جمال الوالي أن الصحيفة لم تُقيِّيم مقالاتي (مادياً) كما الكُتّاب الآخرين فإستغرب لذلك و وعدني بأنه سيتواصل مع الأخ ضياء و يبدو أنه أسمعه ما لم يكُن يتوقعه !

فأضمر أستاذ ضياء شيئاً في نفسه لربما إعتبره تجاوزاً له أو لعدم وجود عقد مُلزِم بيني وبين الصحيفة

وضياء في ذلك معذور فهو لا يعلم طبيعة العلاقة بيني و بين جمال
وقد قالها لي جمال مُطيباً خاطري لاحقاً بعد علمه بخطوة ضياء بقوله
(اللِّي ما يعرفك يجهلك)

لم يتم تقييم المقالات (مادياً) بالطبع

و إستمريتُ أنا في إرسال المواد كالمُعتاد ولكن توقف النشر!

علمت من الأخ مجدي مدير التحرير أن توجيهاً من رئيس التحرير (ضياء) قد صدر لهم بعدم نشر مقالات الأستاذ العيكورة بالصحيفة !

فإنسحبت بكل هدوء رغم إصرار جمال لمعالجة الأمر
لو لا قسمي عليه (أن ينسى) الموضوع لفعل

ولكن حفاظاً علي ود الرجل لموظفية آثرت الإنسحاب في هدوء ولم أرى تلك الصحيفة من بعدها

ولكن بلا شك كانت مساحة أضافت لنا الكثير من محاذير الكتابه وفنونها ويشكر عليها الأخ جمال
وظللتُ أحتفظ بالوُد القديم معه
وبكامل التقدير للأستاذ ضياء حتى يومنا هذا

لا يفوتني ذكر أنني تشرفت بزيارة مقر الصحيفة مرتين إلتقيت بالأساتذة ضياء وعبدالحميد عوض ومجدي الخليفة الذي عرفني على أقسامها وطاقمها
ضياء الدين وهو يودعني عند باب مكتبه قال لي (المصريين ديل كفاهم) على خلفية ثمانية مقالات كُنت قد كتبتها تناولت فيها تصحيح علاقتنا مع مصر و ما يجب أن تكون عليه بحسب وجهة نظري

ثم تأتي محطة صحيفة (الإنتباهة) والمرحوم الدكتور هجو الإمام و صديقة العميد شرطة (آنذاك) الدكتور حسن التجاني و كيف كان الإستقبال و الترحاب من رئيس تحريرها الأستاذ بخاري بشير وكيف فُتِحت لي الأبواب ؟
وعلى ماذا أقسم الأستاذ أحمد يوسف التاي (بالطلاق) وهو يحدثني
وما قصة الشرطي الذي إقتحم إجتماعاً لهيئة التحرير يحمل أمراً من النيابة بالقبض على الكاتب صبري العيكورة

تابعوني غداً بإذن الله

رابع أيام عيد الأضحى المبارك

الأثنين ٩/يونيو/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى