مقالات الظهيرة

صبري محمد علي العيكورة يكتب… الدور المُجتمعي للتبصير بحكاية (لاهاي)

قرأتُ صباح اليوم مقال للسيد المستشار القانوني الأستاذ الطيب مضوي شيقون عبر موقع (فايف دبليو سيرفيس) الإخباري و الذي قدّم شرحاً قانونياً مُبسطاً بلغة سلسلة وسهلة لقرار محكمة العدل الدولية بالأمس حيال شكوى السودان ضد الأمارات والتى إعتبرت بموجبه (وجاهة) الطلب السوداني و إعتبرت إعتراضات الأمارت هي مجرد(كلام عام) وتحتاج لتوضيح

 

هذه الخطوة سمّاها السيِّد شيقون بالشكلية وشرحها وما ستأتي بعدها من بالمرحلة الموضوعية التي ستفتح تفاصيل التفاصيل

 

السيد شيقون عدّ هذه الخطوة بالإنتصار الكبير للسودان

 

مؤكداً أن محكمة العدل الدولية ليس من السهولة أن تفتح أبوابها إلا …..

(للشديد القوي)

 

طيِّب ….

إذا كان هذا هو ما يلي المثقفين والقانونيين للتبصير بهذا الحدث المُهم من أمثال السيد شيقون فماذا عن دور فئات الشعب الأخرى في هذه المعركة القانونية هي الأشرس عالمياً في التاريخ الحديث .

 

حقيقة (ياجماعة)

أكتب لكم هذا الصباح (الجمعة)

وأنا جُلوساً على كرسي رجلاي متطفلتان على حافة السرير المُتعامد مع الكرسي وعلي يميني كباية شاي (لبن مدنكل) مع قليلاً مما تبقى من (حُطام كعك) عثرت عليه بصعوبة بالغة أسفل الجردّل !

 

سرح بي الخيال عن الأدوار التي ينبغي أن نقوم بها جميعاً فمثلاً الكتاب والإعلاميون و رسامي الكركاتير فهؤلاء دورهم مهم بلا شك

 

أولادنا (الكلمنجية) وضيوف الفضائيات من الوطنيين (ده يومكم يا جماعة)

 

و يُستثني من ذلك أولادنا (تلاته بستم) من القحاطة

 

الباعة في الأسواق الخضرجية ، الجزارين ، الكمسنجية ، الدرداقات ، أكشاك الرصيد

أي حاجة …..

تدخِّل فيها (لاهاي) طوالي

لو أنت بائع باذنجان

تسميهو

(لاهاي) طوالي

 

أولاد عمنا المبدعين ناس الكرين طبعاً الأسماء الساخرة إنتو أسيادا

ننتظر إبداعاتكم

 

كمسنجي أو مُساعد بص ….!

مدني ، سنجة ، سنار ، (لاهاي) وبالعكس

 

زبون في المطعم طلب (فته فول) مع زيادة الشطة

طوااالي الجرسون يصيح للمعلم بتاعو

واحد (فتّة لاهاي) مصلّح يا معلم

 

بناتنا ومصممات الثياب النسائية طوالي تشوفن ليكن (توب ملهلب) يغلب عليه اللون الأحمر (المُستفز داك) وتسموه شنو؟

(لاهاي) …!

 

خالتنا الحوّامة ديك من بيت لي بيت في سبيل نقل الأخبار والشمارات وعمل (up date) لأخبار الأمس فهذه عُنصُر مُهم جداً في هذه المعركة

(سجمي يا لاهاي)

لازم تكون (ترند)

 

أولادنا الحكواتية في المآتم والأعراس الذين يتسيّدون المجالس دوركم مُهم جداً

 

يعني بتحكي ليك (إنو) واحد (كفت) ليهو واحد (طوّالي) تقول ….

أداهو ليك (لاهاي) لما راسو لفّه

وهكذا ……

 

وأعتقد أننا لن نعدم حيلة في تعبئة الرأي العام وصناعة وعي مُجتمعي

 

بأن حدث الأمس لا يقل درجة عن معركة الكرامة إن لم يكُن الأهم

 

أقول هذا وفي ذاكرتي حدث مُهم عندما كُنّا طلاباً بالمرحلة الإبتدائية أيام حكومة الرئيس الراحل نميري

فكان (قرش الكرامة)

أتت لنا إدارة المدرسة بإيصال بقيمة (القرش) ومرسوماً عليه بصورة جاذبة وكان ذلك قومياً كان على كافة مدارس السودان

فعلى كل طالب شراء هذا الإيصال بقيمة (قرش) و صاحب ذلك شرح المناسبة من قبل المعلمين

 

وهي …..

أن الرئيس نميري كان قد رفض عبور طائرات حربية ليبية للإجواء السودانية كانت في طريقها لدعم إحدى حركات التحرر داخل العمق الأفريقي

 

فغضب القذافي لذلك و طالب النميري بإستراجاع منحة مالية كانت قد قدمتها ليبيا للسودان

الحكومة السودانية إستثمرت هذا الحدث في رفع الحس الوطني بين مكونات الشعب قاطبة فإشتغل الأعلام كما لم يشتغل من قبل وتبارى الشعراء والكُتّاب يُذكِّرون بمعنى الكرامة والعزة وأخذ حيزاً مقدراً يومها من الأغاني الوطنية والحماسية

 

وكان بإمكان حكومة نميري إسترجاع هذا المبلغ دون أن يشعر به أحداً من الشعب ولكن بطريقة ذكية و بمساهة كافة قطاعات الشعب

فكلنا قد علم و إنفعل بحكاية ليبيا

 

(فاااا) ……!

*قُلت لي (لاهاي) كيف!*

 

 

الجمعة ١١/أبريل ٢٠٢٥م م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى