مقالات الظهيرة

شمبات تنفض الغبار عن نفسها…. ومن جاور السعيد يسعد

الظهيرة- علاء الدين محمد ابكر:

*كانت نشأة شمبات في عهد ما قبل السلطنة الزرقاء على الضفة الغربية لنهر النيل بأم درمان بمنطقة العجيجة القريبة من خور شمبات المشهور ولعل هذا هوأحد اسباب تسمية المنطقة بهذا الاسم وفي عهد الخليفة عبد الله التعايشي بدأ اهل شمبات والذين لم يكونوا على وفاق معه بالهجرة إلى الضفة الشرقية لنهر النيل واستقروا بمحاذاة النيل واستمروا بممارسة الزراعة والرعي مستخدمين السواقي و الشواديف لري محاصليهم.

إلا ان البعض منهم استمر بالعيش بامدرمان وهذا ما يفسر سر العلاقة الحميمة التي تجمع بين أهل شمبات الحاليين وسكان بعض الأحياء العريقة بام مدرمان وقتها كان التواصل الجميل يتم بين العشيرتين باستخدام القوارب حيث ماتزال اثار المرسى تحكي فصولاً عن تاريخ العلاقات الاسرية والاجتماعية الممتدة بين الاسرة الواحد على الضفتين والنيل هو الحبل السري لهذه التواصل الحميم*

 

*وشمبات اليوم بعد الحرب تنفض الغبار عن نفسها وتخرج للملا في يوم عرسها بمبادرة ذاتية من ابناء الحي انطلقت اعمال الصيانة وازالة الانقاض ونظافة المدراس والمرافق الخدمية وقد شكل ابناء المنطقة ملحمة عظيمة ولم ينتظروا المساعدة و لسان حالهم يقول نحن برانا بنشيل الشيله هكذا هم اهالي شمبات علي مدار التاريخ لهم مواقف خالدة في التضامن والتكاتف و بحمد الله قيض الله لمدينة بحري ابنها وابن شمبات البار الاستاذ سعد بابكر احمد محمد نور المدير العام لشركة تاركو للطيران الذي بادر بحفر ثمانية ابار جوفية لتوفير مياه الشرب النظيفة وكانت ضربة البداية بحفر بئر واحدة في منطقة الحلفايا

التي اوقفها لروح والدته الراحلة الروضة الطيب محمد نور تغمدها الله بواسع رحمته وكذلك تم حفر عدد ثلاثة ابار في منطقة شمبات الحلة حيث اوقفها لروح والده الراحل بابكر محمد نور وحفر بئر في مناطق شمبات والصافية التي اوقفها لروح الراحلة علوية محمد الامين القرشي وكذلك قام بحفر ابار في كل من مناطق الختمية وكوبر وقد بلغت تكلفة حفر البئر

الواحدة حتي مرحلة ضخ المياه حوالي 75 مليون جنية علي اثر تلك المبادرة الكريمة ارسلت هئية مياه ولاية الخرطوم برقية شكر وتقدير لمعالي الاستاذ سعد بابكر محمد نور نقتطف بعض ما جاء فيها*

(*ان هذا الدعم السخي ليس مجرد توفير لمورد حيوي واساسي للحياة بل هو تعبير صادق عن شعوركم الوطني الرفيع ومسئوليتكم الوطنية اتجاه اهلكم ووطنكم* )

*لم تقتصر جهود الاستاذ سعد بابكر رجل البر والاحسان عند توفير المياه وحسب بل شملت العديد من نواحي الحياة من بينها التكفل بتطهير ونظافة المزراع التي تحولت الي اماكن خطرة علي حياة سكان المنطقة حيث تتكاثر فيها الحيوانات المفترسة وتنشط فيها العصابات الاجرامية التي تمارس كل عمليات النهب والسلب والاعمال المنافية للاداب والاخلاق*

 

*ان السودان عقب الاحداث الاخيرة يحتاج الي سواعد وجهود رجال البر والاحسان امثال الاستاذ سعد بابكر او كما اطلق عليه (سعد الخير) و بتكاتف الجميع سوف تعود المدن المدمرة الي سيرتها الاولي وبل افضل من ما كانت عليه ، يسير الاستاذ سعد بابكر من نجاح الي اخر تلاحقه الدعوات الصالحات

بزيادة الرزق و طول العمر وكل من شاهد دموع الرجال وزغاريد النساء عقب ضخ المياه سوف يعرف حجم المعاناة التي كان يعيشها انسان منطقة بحري عامة وشمبات بشكل خاص و بعد تعطل كافة خدمات المياه والكهرباء بالمنطقة اجبر الاهالي علي شرب مياه الابار المالحة المذاق المخلوطة بمصارف مياه الصرف الصحي او قطع مئات الامتار سير علي الاقدام نحو نهر النيل لجلب المياه حفظ الله رجل البر والاحسان الاستاذ سعد بابكر وجعله الله عون وسند لكل محتاج وضعيف ولشمبات الحق في التفاخر بابنها سعد الخير*

 

*وبعد اكتمال الاعمار وعمليات التجديد تكون شمبات قد شارفت علي الخروج ولسان حالها يقول (واخرج للملأ في ثوب عرسي وابسم بعد ما قد طال عبسي وأعلن و الفضاء يعلن همسي* )

 

*وصدق من قال من جاور السعيد يسعد*

 

*علاء الدين محمد ابكر*

Alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى