(درب التبانة).. د. الحسين تاج الدين احمد يكتب…. خواطر الميارم!!
تعددت وتشكلت خواطر نساء الفاشر بطرق عديدة حيث تمثلت في التواصل الفاعل عن طريق الغناء الشعبي والتعبير الجسدي الذي رسخ في ذهن الجميع حبهم لمدينتهم وعشقهم لها.
حيث تفرد إنسان هذه المدينة بالبسالة والشهامة منقطعة النظير ولا شك في أن هذه المدينة شكلت صورة ذهنية راسخة في الشعب السوداني ببسالة أبنائها وتفانيهم في الدفاع المستميت عنها. أضحت رسالة واضحة بأنها ليست لقمة سائغة لأي كائن من كان.
تتميز نساء بلادي بالقدرة والتحمل على المشاق والصبر على المصائب وخير دليل مع هذا الوضع الكارثي أنهن مازلنّ يمارسن الحياة اليومية بكل تفاصيلها رغم الألم والمعاناة؟!
أما نساء الفاشر بصفة خاصة فقد تميزن بالشجاعة والقتال صفا واحدا مع رجالهن بقوة منقطعة النظير والدكتورة هنادي ليست ببعيدة عن ذلك وما زالت الميارم يسطرن أروع البطولات والمواقف.
تعددت خواطر الميارم من حلم بغد أفضل وبلد ينعم بالأمن والأمان وأخرى تحلم بالعودة ولقاء العشيرة وأخريات يتغنين ويتحرقن شوقا لفك الحصار وفتح آفاق المدينة لعيش أرحب!!!
استوقف صوتها وخاطرها الشجي كل السودان وابكي حضره وريفه شوقا لتحقيق خاطرها لكي يتبختر الجياشة جيئة وذهابا في طرقات فاشر السلطان.
خواطر الميارم دوما تلهم شعبنا الأبي بأننا نتمسك بأرضنا ومسقط رأسنا ولو كلف الأمر حياتنا. أي خواطر تلك التي لا تتمنى سوى العيش الكريم والحياة الآمنة ومجتمع معافى من الحقد والقتل والدمار.
كمْ أتمنى أن تتسارع الخطى لتلك الأصوات البريئة لتلبي الدعوة وتجبر الخاطر الذي صدر نقيا لم تٰشُبْه شائبة ولم ير من الدنيا سوى صوت المدافع والقتل والتهجير.!!؟؟؟
صوت لو أجمع كل أدباء الفن على منتجته لا يمكنهم أن يخرجوه كما أخرجته تلك الميرم .
خواطر الميارم دوما تتعدى الحصار وتلهم الشعب بأن هنالك من ينتظر خلف هذه الأسوار ويدافع في الداخل رغم المعاناة التي فاقت الطاقة البشرية. إنها دعوة وخاطرة بأن تكون كل القوة العسكرية والعقلية والإنسانية داخل دار السلطان فهل من مجيب؟؟!!!
خاطرة شعرية مكونة من بيت واحد ألهمتنا وأذهلتنا!! نادت فأعجزت وأنارت دربونا وأضحى طريق دار السلطان درب تبانة يهتدى به.
مع تحياتي
د. الحسين تاج الدين احمد
huseintagaldeen@gmail.com
الدوحة – قطر