مقالات الظهيرة

السودان في مواجهة نار الاستهداف : معركة بقاء وكرامة

الظهيرة – عبد الله حسن محمد سعيد :

تتواصل فصول الحرب المدمرة على السودان، حربٌ لم تعد مجرد صراع داخلي على السلطة.

بل تحولت إلى مشروع استنزاف واستحواذ على الأرض والموارد ، ومحو للهوية والإنسان . لقد تبدلت أدوات الحرب ، لكن أهدافها ظلت ثابتة تتمثل في كسر إرادة السودان وتفكيكه من الداخل . ودونكم حرب المسيرات علي المدن في بورتسودان وعطبرا وغيرها وهي تستهدف البني التحتية والمواطن ..

وتتواصل من قتلٍ ممنهج للمدنيين ، واستهدافٍ للأطفال والنساء وكبار السن ، إلى التهجير القسري والتعذيب ، والاعتداء على دور العبادة ، كل ذلك يحدث في مشهد يجمع بين المأساة والمرارة . لقد تجرأ البعض على انتهاك حرمة المساجد، وتمزيق المصاحف ، وتحويل البيوت الآمنة إلى أطلال ، بينما أُجبر الأبرياء على الهروب من قراهم ومدنهم، لا يحملون معهم سوى الخوف والدمع .

ما يحدث في السودان ليس صدفة . إنها حلقة في سلسلة طويلة من الاستهداف الإقليمي والدولي لدولنا وشعوبنا ، تُدار بأدوات ناعمة أحيانًا ، وقاسية ودموية في أحيان أخرى ولكنها لم تتوقف بل تطورت في صورها واهدافها وآلياتها .

وقد سبق أن حذّر مفكرون وخبراء من مشاريع تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط ، وتفكيك دوله ، ونهب موارده ، وإفراغه من شعوبه ، والسودان في قلب هذه الدائرة بحكم موقعه الجغرافي وموارده الغنية وصلابة شعبه .

لقد صمد السودان عبر التاريخ ، وكان دومًا سدًا منيعًا أمام حملات الهيمنة ، منذ اجتياح الرومان والفرس ، وحتى مخططات اليوم التي تتخذ من شعارات براقة واجهاتٍ لمآربها .

وفي ظل الصمت الدولي والعربي ، تُدار هذه الحرب بأموال ضخمة ، وأسلحة متطورة ، وتحالفات مشبوهة من مرتزقة وعصابات ومليشيات مأجورة ، وجيوش من العملاء والمخبرين ، يقودهم تحالف الامارات واسرائيل مع عملاء قحت ومليشيا آل دقلو الارهابية وعرب الشتات . كلهم اجتمعوا لإسقاط السودان وتقسيمه وتشويه مؤسساته الوطنية وتحطيم بنياته المدنية والعسكرية..

لكن الشعب السوداني ، رغم الجراح ، بدأ ينهض من بين الركام . وعرف العدو والصديق أن هذا الشعب لا يُكسر بسهولة . ملايين الشباب انحازوا لوطنهم ، ووقفوا مع القوات المسلحة ، ومع كل مؤسسة وطنية تدافع عن وحدة التراب والسيادة والكرامة . وأدركت معظم الحركات المسلحة أن المؤامرة تستهدف الجميع ، فتوحدت مع الجيش في معركة الكرامة .

هذه ليست معركة بندقية فقط ، بل معركة وعي وإرادة . وإننا نناشد الضمائر الحية في الأمة والعالم أن تقف مع السودان ، لأن ما يُخطط له هنا ، سيمتد غدًا إلى كل بلد عربي ومسلم ، شاء من شاء وأبى من أبى .

ولمن ظن أن السودان سيتهاوى ، نقول : هيهات هيهات ، فإن الشعوب التي تحرص على الموت في سبيل الحق تُوهب لها الحياة .

واخر قولي ما جاء علي لسان الشريف زين العابدين الهندي في كتابه آخر الكلم ( لم يبق الا كلمة سواء بيننا غير الجهاد المسلح شرعة المتعاقدين علي وطن الدين والدنيا وكرامة الوجود والحياة .

يا اهلنا بطل الجدل العقيم واستنفذ النطق كل مقول وذابت الدروب في الذهاب والإياب وملت الاسماع رجع الصدي اليائس المضمحل ..وعميت عيون الانتظار والترقب من تعاقب الصور الباهتة الشحوب وجفت ينابيع الأمل من استنزاف الوعود الكاذبة ، واستوت في قمة الاعناق رائعة البيان (كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) انه القتال المشروع عن النفس والمبادئ والوطن والمواطنين . ولن يضل السائل الملحاح عن فصل الخطاب ولا الجواب ..

ربنا افتح بيننا وبين قومنا وانت خير الفاتحين ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير ..وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..)

 

والله أكبر ، والنصر للسودان ، ولشعبه ، وجيشه ، ومقاومته ، ولكل من يقف مع الحق في زمن التزييف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى