مقالات الظهيرة

أسامة عثمان عباس يكتب…. طعم الشية فى أرض المحنة!!

أقبل عيد الفداء أو كما يحلو لأهلى فى السودان تسميته بالعيد الكبير…

نسأل الله أن ينعم على السودان فى هذا العيد المبارك والأيام المباركة بالأمن والإستقرار وأن يتقبل الشهداء ويشفى الجرحى ويفك أسر المأسورين..وأن نعود نازحين ولاجئين للوطن الحبيب.

للعيد فى السودان طعم خاص للشية لا يعرفه إلا من إعتاد عليه..

والكثيرين مثلى من نازحين ولاجئين الآن يحن ويشتاق إلى هذا الطعم المميز للعيد ليس فى طعم الشواء والمقبلات..

فطعم الشواء لا يختلف كثيرا ولا حتى الأكل…ولكن ليس له مذاق ولا طعم ولا حتى رائحة وأنت خارج السودان…

فكيف إذا كنت خارج أرض المحنة ..أرض الجزيرة…

نعم فالعيد فى الجزيرة وفى مدنى خاصة له طعم ومذاق خاص عند أهلها بلمة الأحباب وكل التفاصيل التى إعتادت عليها المدينة…

نعم مدينة ودمدنى أرض المحنة..هذا الإسم ليس من فراغ..فهى أرض الحنان والحب والأخوة والمجتمع المترابط المتراحم مجتمع لا يعرف القبلية والجهوية…

والدليل على ذلك حتى الأندية والروابط الثقافية والإجتماعية لا توجد فيها التى توجد فى المدن الأخرى التى يوجد فيها رابطة أبناء منطقة كذا.

.أو نادى أبناء كذا…إنما يجمع بينهم قاسم مشترك بلغة الرياضيات هو حب مدنى..والوفاء لها ولكل من سكنها من شرق أو غرب أو شمال البلاد أو جنوبها..

وحتى إذا قدم إليها من خارج السودان لا فارق بينهم والأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها الآن.

إنها مدنى أرض الإبتسامة.

تستقبلك بثغرها الباسم وهى تتكئ على ضفاف الأزرق الدفاق..لذلك طعم العيد فيها يختلف عن كل مدن الوطن الحبيب..

ناهيك عن طعمه وأنت خارجه وفى ظروف فى غاية الصعوبة والمرارة..

وأنت تارك دارك ووطنك مغصوب ومنهوب وفى قلبك ألم وفى الحلق غصة مما فعل الأوباش فينا…

فطعم كل شئ وأصبح بطعم العلقم وأمر…وهذا لا يعرفه إلا من عاش وترعرع فى حوارى وأحياء أرض المحنة وصلى عيدها فى المسجد العتيق أو جامع الحكومة كما يحلو لأهل مدنى القول…

وتسمع أصوات النوبة فى عصرى شيخ قنديل وتشاهد فرحة الأطفال فى شارع النيل والكثير من المشاهد التى لا تجدها إلا فى أرض المحنة..

ومن المؤكد أن كل غايب عنها الآن فى هذه الأيام تراوده كثير من الذكريات ويتمنى أن يعود لهذه البقعة الحبيبة وتعود لها الإبتسامة بعد أن كسى وجهها الحزن فى فترة الإحتلال التى عاشتها حين دنس أرضها الأنجاس.

ولكن بفضل الله وعزيمة الرجال من القوات المسلحة والقوات المساندة عادت والعود أحمد أرض المحنة وسوف تبتسم من تانى…

ويكون طعم كل شئ فيها أحلى فى كل المواسم والأعياد…فالمحبة والمحنة لا تموت ما دامت بداخلنا…

وحب مدنى وأهلها لبعضهم خالد وراسخ وأبنائها قادرين على أن تعود مبتسمة وأجمل مما كانت عليه.

ونقول لهم جميعا كل عام وأنتم ومدنى و عموم السودان فى أمن وإطمئنان وإستقرار…ونسأل الله أن يعود هذا العيد وكل غائب عن هذه البقعة حاضر طعم كل شئ فيها كما يحب ويتمنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى