Battle of Waterloo

مقالات الظهيرة

السفير عبد الله الأزرق يكتب: المعقول واللا معقول في العلاقات الدبلوماسية

لما أراد الانجليز بخبثهم المعهود أن يستفزوا أحد رؤساء فرنسا حين زارهم، أقاموا له المأدبة الرسمية في قاعة في قصر وستمنستر (مقر البرلمان) عليها جدارية ضخمة تجسد معركة ووترلو Battle of Waterloo التي هزموا فيها نابليون في 1815. هكذا استخدم الانجليز إحدى مآثرهم التاريخية التي بها يفخرون ليقولوا للفرنسي إنك لن تطال مقامنا التليد السامي. وتظل تلك المعركة بعض تراث الانجليز وبعض ثقافتهم، يستخدمونها لتمجيد أنفسهم والحط من قدر دولة تنافسهم. ومنذ قيام الإمبراطوريات ظلت الدول تحفل بتراثها وتروّج لثقافتها، بل تفرضه بقوتها على الضعفاء. وحتى المسيحية — التي هي دين شرقي وأرسل رسولها لبني إسرائيل وحدهم — احتكرها الغرب وطفقوا يروجونها كأساس ثقافتهم. وكان القساوسة يرافقون سفن جنود الحملات الاستعمارية. يستغلون الدين الذي هو أهم ما يشكل الثقافات مطيةً لاستغلال خبيث. وقد أجاد أخونا جومو كنياتا حين قال: When the missionaries arrived, the Africans had the land and the missionaries had the Bible. They taught us how to pray with our eyes closed. When we opened them, they had the land and we had the Bible. “حين جاءنا المبشرون المسيحيون، كنا كأفارقة نملك الأرض وللمبشرين الإنجيل. ثم علمونا أن نُصلّي وأعيننا مُغمضة. وحين فتحناها، وجدناهم قد أخذوا أرضنا، وتركوا لنا الإنجيل“. وما زالت الكنيسة الغربية وبتشجيع من الدول تبذل…

زر الذهاب إلى الأعلى