مقالات الظهيرة

إلى اخوتي الدعاة والعاملين للإسلام (دعونا نتعلم ادب الحوار)

مقال يكتبه للظهيرة :

د.محمد عبدالله كوكو

 

إننا معشر الدعاة والعاملين للإسلام نحتاج لأن نتعلم فن الحوار وأدب الجدال.فقد ربى الإسلام أبناءه على إجادة هذا الفن والإبداع فيه.

والقران الكريم ملئ بالنماذج المتعددة للحوار في اجمل صوره وأروع ادابه. وفي السنة النبوية وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لنا نحن الدعاة فقد كان صلى الله عليه وسلم يمتلك من صفات وآداب المحاور والمجادل ما يجعل القروب تلين بعد قسوة والصدور تنفتح بعد إغلاق والعقول تسلم بعد تعنت والطباع تهدأ بعد ثورة.ولذلك وصف الله تعالى رسوله بقوله:

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ ) وجعل مبدأه الذي ينبغي أن يحتذيه اتباعه (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) بل ان الله تعالى يأمر عباده ان يجادلوا أهل الكتاب وهم كفار وفجار مجادلة حسنة (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم | الآية 46 من سورة العنكبوت

ولعل أبلغ ما يمكن الاستشهاد به على ادب الحوار قوله تعالى لموسى وهارون(اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) فإذا كان هذا هو منهج الإسلام في جداله وحواره مع الكفرة المستعلين في الأرض فما بال جدال المسلمين والدعاة منهم بشكل خاص وحوار بعضهم مع بعض يبتعد كل الإبتعاد عن هذا المنهج.

لماذا يدعي بعض الناس أن رأيه هو الصواب وآراء غيره هو الخطأ؟

ما أسهل الادعاء والزعم لكن الجهاد الحقيقي أن يتخلص المرء من نزعة الادعاء النفسي وأن يتمكن من إبعاد المزاعم الشخصية التي لا ترى الصواب إلا في صفها

نسأل الله أن يهدينا سواء الصراط….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى