(من أعلي المنصة) ياسر الفادني يكتب…. الإشاعة سلاح الجبناء… والدولة لا تُدار بالهمس
في هذه الأيام، لا تُطلق الرصاصات وحدها على السودان، بل تُطلق الكلمات المسمومة أيضًا، إشاعات تتناسل كالفطريات، تتحدث عن تطبيع مزعوم، وعن صفقات في الظل، وعن قيادة تُقاد من الخارج.
حديث لم يُعلن، ولم يُوثّق، ولم يقف على أرض الحقيقة يومًا، بل وُلد كاملَ الزيف في غرف المليشيا، وربّته عواصم الغربة، وسقته حانات السياسة الرخيصة، ثم أُطلق في الفضاء على ألسنة من يبحثون عن سبق صحفي بأي ثمن، حتى لو كان الثمن وعي شعب.
الحقيقة المجردة التي يجب أن تُقال : أن هذه الدولة لا تُدار بالهمس، ولا تُقاد بالخيال، ولا تُباع في سوق الإشاعات، قيادة عرفت وزن هذا الشعب، وعرفت معنى أن يلتف الناس حولها في أحلك اللحظات، لا يمكن أن تخونه، ولا أن تنكث عهدًا قُطع بدم الشهداء وصبر الأمهات وثبات الرجال في الخنادق، من جرّب شعب السودان في المحن، يدرك أن الخيانة ليست خيارًا، وأن التفريط ليس احتمالًا
ما يُضخ هذه الأيام ليس رأيًا سياسيًا، بل سلاح فتنة، غايته واضحة: دق إسفين الشك بين القيادة والشعب، وبين من حملوا السلاح دفاعًا عن الأرض والكرامة. يريدون كسر الروح قبل كسر البندقية، وإقناع المقاتل أن ما يسير نحوه سراب، وأن الأمام ليس إلا رجوعًا مقنّعًا، لكنهم يجهلون أن من في الخنادق لا ينظرون إلى الخلف، وأن خطوتهم واحدة: إلى الأمام… حتى يُطهَّر آخر شبر دنّسه الجنجويد بأقدامهم المتسخة
ولم تقف المؤامرة عند هذا الحد، بل اتجهت سهامها المسمومة نحو بعض القيادات التنفيذية في الجهاز المدني، في محاولة رخيصة للقدح والتشويه، وصناعة أعداء وهميين داخل البيت الواحد، إنها ليست معركة نقد، بل حملة مدفوعة الثمن، تقودها دولة الشر، هدفها تفكيك الثقة، وصناعة قتلة معنويين، في وطن يعرف فيه السواد الأعظم من شعبه موقفه جيدًا: لا عودة لمن قتل ونهب واغتصب، ولا غفران لمن أذل الكبير قبل الصغير.
الإشاعة، في نهاية الأمر، ليست أكثر من فقاعة صابون. تنتفخ، تلمع، تخدع العين لحظة… ثم تنفجر في الفراغ، بلا صوت، بلا أثر، وبلا تاريخ. وهذا ما سيحدث
إني من منصتي أنظر …حيث أري … أن الحقيقة في السودان لا تموت، وأن العهد الذي كُتب مع هذا الشعب لم يُكتب بالحبر، بل كُتب بالدم، وما كُتب بالدم لا تمحوه إشاعة.



