ياسر محمد محمود البشر يكتب في (شوكة حوت)… نــــُوم الضُبـــاط

*العلاقة بين الضابط الإدارى ورجل الإدارة الأهلية يجب ان تقوم على الإحترام كأساس متين للتعامل ورجل الإدارة الأهلية هو صاحب التوقيع الإبتدائى والنهائى فى شكل العلاقة من حيث المكانة الإجتماعية ويكون هو بوصلة الضابط الإدارى فى اداء مهمته الإدارية ولا سيما فى المناطق الريفية من
خلال معرفته بالمجتمعات والجغرافيا والتاريخ والشخوص وكلما ضاقت مساحة التعامل ما بين الضابط الإدارى ورجل الإدارة الأهلية واصبح رجل الإدارة الأهلية هو صاحب اليد السفلى تتسع المساحة بينهما فى درجات الأحترام وتبقى المواقف قائمة على مصلحة من جانب واحد أما عندما يكون إهتمام رجل الإدارة الأهلية قائم توفير بيئة العمل للضابط الإدارى تكون العلاقة علاقة من يعطى ولا يأخذ وتكون المطالبة بحقوق المواطنين وليس مطالبة بحقوق شخصية إن أعطى رضى كالطفل وإن مُنع غضب كغضب السلطان وإن هجم هجم كالأسد غضبة للنفس*.
*ويمكن القول أن الضباط الإداريين الذين عملوا فى الريف السودانى كل واحد منهم يعتبر مستودع اقاصيص وحكايا وسرديات تصلح للتوثيق ولا سيما الذين عملوا بمناطق سودرى وحظوا بالتعامل مع الناظر التوم والناظر ابو قدم فهم لهم مخزون كبير من الفن الراقى الذى يعكس شكل التعامل الذى يجده الضابط الإدارى فى التعامل من قبل الإدارة الأهلية فعندهم الضابط الإدارى مسؤول عن دورة حياة الإنسان من المهد الى اللحد ولا تصلح حياة المجتمع عندهم إلا بوجود الضابط الإدارى فى كل مناحى حياتهم لذلك يكون الضابط الإدارى محل تقدير ومحل إهتمام ومحور من المحاور والركائز الأساسية عندهم*.
*ومن الطرائف أن الضباط الإداريين توفيق محمد على عبدالله والى سنار السابق واحمد عثمان حمزة والى الخرطوم والطاهر إبراهيم الخير والى الجزيرة جمع بينهم العمل فى سودرى وهم فى بداية حياتهم العملية وقد برهم الناظر التوم بإثنين من حرسه الخاص لعلمهم بالمناطق والمجتمعات ومجرد وجودهم مع هؤلاء الضباط يؤكد حمايتهم والحرس الذين عينهم الناظر التوم هما عبدالله ود قرض وعبدالله أبو شحم فى ليلة مقمرة فى نهاية الإسبوع قرر الضباط الثلاثة المؤانسة خارج سودرى فأشار عليهم عبدالله ود أبو قرض بالذهاب الى قوز الأفزر وهو مكان طيب الهواء وتم إعداد الشواء والشاى والحليب وبعدها تناول وجبة العشاء خلد ثلاثتهم فى ثبات عميق لم يصحوا إلا مع نسائم الفجر*.
*فوجدوا عبدالله قرض وعبدالله ابو شحمة يسهران فى حراستهما فقال لهما توفيق لماذا لم توقظوننا من النوم حتى نعود الى سودرى فقال عبدالله قرض ببساطة (والله نومتكم عجبتنا ونوم الضابط رحمة عشان كدا قلنا تأخدوا راحتكم) ومثل هذه السرديات يمكن أن تحدث لكل ضابط إدارى عمل فى اصقاع السودان لكنها تظل فى خانة الأدب المؤرشف شفاهة وعلى كل ضابط إدارى أن يسجل ذكرياته فالعمر يمضى والوقت كذلك ويبقى ما يكتب فسجلوا لحظاتكم واقاصيصكم وحكاياتكم حتى تكون مرجعية وسوابق يمكن الإستفادة منها*.
نــــــــــــص شــــــــــــوكة
*خلاصة الأمر لا اتوقع ان يفكر كامل إدريس رئيس وزراء حكومة الأمل أن يخرج هو ووزراء حكومته ومستساره مصلح نصار الرشيدى ويذهبوا الى هداليا او أى جهة خلوية ويتشاروا وينوموا نوم هؤلاء الضباط الثلاثة علهم يجدوا وصفة تنفع*.
ربــــــــــــــــع شــــــــــــوكة
*نوم الضباط رحمة ونوم كامل إدريس (لخمة)*.
yassir. mahmoud71@gmail.com



