مقالات الظهيرة

(سورة الأنفال) تعلمنا كيف نواجه اعداءنا… وكيف ننتصر عليهم!!

مقال يكتبه للظهيرة :

د.محمد عبدالله كوكو

رئيس الجبهة الوطنية لدعم القوات المسلحة بالاقليم الأوسط

 

اقول لقواتنا المسلحة الباسلة والقوات المساندة لها من مشتركة ودرع السودان ومجاهدين ومستنفرين

ولشعبنا الكريم الذي يقف مع جيشه في خندق واحد اقول لهم جميعا ونحن نخوض هذه الحرب اللعينة والتي هدفها استئصالنا واستعمار بلادنا اقراوا سورة الأنفال لان فيها توجيه لنا عند لقاء العدو وفيها القواعد التي تجعلنا ننتصر على العدو ولو كان يفوقنا عددا وعتادا

وساقف اليوم مع ايتين فقط منها .

فتاملوا معي جميعا جيشا وشعبا وقيادة هاتين الايتين فقط من هذه السورة العظيمة.

يقول الحق سبحانه وتعالى :

( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين (الآيتان: 45 46).

 

هنا يوجهنا سبحانه وتعالى بالثبات في وجه أعدائنا وبالمداومة على ذكره وطاعته ونهانا عن التنازع والخلاف.

إيمان وثبات:

والمعنى: يا أيها الذين آمنوا بالله حق الإيمان إذا لقيتم فئة أي: حاربتم جماعة من أعدائكم فاثبتوا لقتالهم وأغلظوا عليهم في النزال، ولا تولوهم الأدبار واذكروا الله كثيرا لاسيما في مواطن الحرب، فإن ذكر الله عن طريق القلب واللسان من أعظم وسائل النصر، لأن المؤمن متى استحضر عظمة الله في قلبه لا تهوله قوة عدوه، ولا تخيفه كثرته.

وقوله لعلكم تفلحون أي لعلكم تظفرون بمرادكم من النصر وحسن الثواب متى فعلتم ذلك عن إخلاص.

وقوله وأطيعوا الله ورسوله أي: اثبتوا عند لقاء الأعداء، وأكثروا من ذكر الله، وأطيعوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في كل أقوالكم وأعمالكم، وفي سركم وجهركم، وفي كل ما تأتون وما تذرون.

وفي قوله سبحانه ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم نهانا جميعا عن الاختلاف والنزاع الذي يؤدي إلى الفشل وضياع القوة بعد أمرنا بالثبات والمداومة على ذكر الله وطاعته.

فالمراد بالتنازع هنا: الخصام والجدال والاختلاف المفضي إلى الفشل.. أي الضعف.

والمعنى: كونوا أيها المؤمنون ثابتين ومستمرين على ذكر الله وطاعته عند لقاء الأعداء، ولا تنازعوا وتختصموا وتختلفوا، فإن ذلك يؤدي بكم إلى الفشل أي الضعف، وإلى ذهاب دولتكم، وهوان كلمتكم، وقوة أعدائكم عليكم.

واصبروا على شدائد الحرب، وعلى مخالفة أهوائكم التي تحملكم على التنازع إن الله مع الصابرين بتأييده ومعونته ونصره.

طريق الفلاح

والمتأمل في هاتين الآيتين كما يقول المفسرون يراهما قد رسمتا للمؤمنين في كل زمان ومكان الطريق التي توصلهم إلى الفلاح والظفر، إنهما تأمران بالثبات، والثبات من أعظم وسائل النجاح، لأنه يعني ترك اليأس والتراجع وأقرب الفريقين إلى النصر أكثرهما ثباتا..

وتأمران بمداومة ذكر الله، لأن ذكر الله هو الصلة التي تربط الإنسان بخالقه الذي بيده كل شيء، ومتى حسنت صلة الإنسان بخالقه، صغرت في عينه قوة أعدائه مهما كبرت.

وتأمران بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى يدخل المؤمنون المعركة بقلوب نقية، وبنفوس صافية، لا مكان فيها للتنازع والاختلاف المؤدي إلى الفشل، وذهاب القوة.

وتأمران بالصبر، أي بتوطين النفس على ما يرضي الله، واحتمال المكاره والمشاق في جلد، وهذه الصفة لابد منها لمن يريد أن يصل إلى آماله وغاياته.

ورحم الله الإمام ابن كثير فقد قال عند تفسيره لهاتين الآيتين الكريمتين: هذا تعليم من الله تعالى لعباده المؤمنين آداب اللقاء، وطريق الشجاعة عند مواجهة الأعداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى