مقالات الظهيرة

محمد بشير ابو نمو يكتب…. هل يمكن ان تعى ” اسرة زايد الظبيانية” المخاطر التى تنتظرها كاسرة حاكمة وتلحق لتنقذ نفسها كما انقذ القائد سيلفا كير حكمه من عملائها …؟!

إذا كان هنالك ثمة حسنة واحدة من استمرار حرب ابوظبى على السودان ، فإنها ترسخ على طول مسار الحرب – والتى دخلت عامها الثالث الان – اهداف خطة عدوانها على السودان.

وبذلك بدأت تغيّر باستمرار فى وعى ومفاهيم بعض البسطاء من اهل السودان ، والذين كانوا يعتقدون بان الامارات قد تكتفى بحربها بالاستيلاء على دارفور كدولة على نمط “إقطاعية” حفتر بشرق ليبيا وتسْلَم بقية السودان ، ولكن تطورات الحرب وإشاراتها اثبتت باستمرار ، ان ” دويلة ” بحجم اقل من اصغر ” حاكورة ” من حواكير قبائل دارفور وبسكان اقل من مليون شخص ، تطمع للاستيلاء على بلد كالسودان . هذه التطورات المصاحبة للحرب فى مواقعها المختلفة ، تثبت يومياً ان دولة بهذا الحجم قد قررت استعمار السودان بتسخير كل مواردها المالية – والتى لا تملك غيرها – ، هذا السودان المترامي الأطراف بمساحة قارة وبسكان تقارب ال ٥٠ مليون نسمة !

بالتدريج اصبحت هنالك قناعات تتشكل وتتوسع ومفاهيم تتغير كل يوم لدى الشعب السودانى لتستوعب حقيقة اهداف الإمارات ، وبناء عليه دخل الشعب السودانى فى تحدى وجودى وجعله يصطف وراء “رباعية” الفريق ياسر العطاء ” بل بس ” ، تلك الرباعية التى اعتمدها ووقع عليها يوم امس فى قرية السريحة بولاية الجزيرة ، قائد حرب الكرامة الفريق اول عبدالفتاح البرهان ، وذلك باعلانه التعبئة العامة والاستنفار .

الاشارات التى اثبتت ان ابوظبى بانها ساعية للاستيلاء على السودان – وكل السودان – وهى لا تدرى انها سوف تخيب أملها فى النهاية لان شعباً بحجم شعب السودان لن تهزمه الاموال السائبة والمرتزقة وأحدث أسلحة العصر ، وبالتالى عليها ان تلحق نفسها سريعاً قبل ما تتسبب حرب السودان فى انهاء حكم عيال زايد . دعونى الان اسرد لكم بعض المحاولات المستميتة من دولة الإمارات لتوصيل العتاد والوقود والمرتزقة إلى السودان لغرض الاستيلاء عليه باى طريقة ، وهذه المحاولات والإشارات هى بالترتيب التالى ، بدءً من أحدثها من الاخبار :

١- اعترضت إسبانيا وأوقفت عشرة (١٠) سفن بحرية محملة بالأسلحة متجه الى شرق ليبيا لقوات خليفة حفتر ، وخليفة حفتر معروف أنه ممثل الإمارات لتوصيل عتاد الدعم الدعم السريع بشق الصحراء الكبرى الى دارفور

٢- قبل يومين انقذ الفريق سيلفا كير حكمه من السقوط بيد عملاء الإمارات بما يمكن وصفة بلغة الفرنجة ب narrow escape , حيث كانت قد جهزت الإمارات خليفته والذى جنّدته لحسابها واطمئنت عليه ، واستدعت الرئيس سيلفا إلى ابوظبى ، وببجاحة يُحسد عليهم ، طلبت منه تسليم الحكم لصهره بنيامين بول النائب الاول ، فما كان من الريس سيلفا إلا وقلب الطاولة عليهم جميعاً واعاد الحرس القديم إلى سدة الحكم وأحاط نفسه بهم ، وأبرزهم كان الشاب الابونوسى الفريق توت قلواك المستشار الامنى السابق وقد اعاده إلى موقعه السابق

٣- الاصرار الذى أسقطت بها الامارات مدينة الفاشر ، وذلك بإصراره على مد الجسر الجوى إلى مطار نيالا بما يفوق ال ٥٠ رحلة ، وذلك لتوصيل العتاد والمرتزقة رغم المخاطر التى تحيط بالمطار من ضربات الطيران السودانى

٤- من وقت سابق أوفدت ابوظبى أحد رجال مخابراتها بطائرة خاصة إلى مدينة جوبا بصناديق مليئة بالدولار ، ليتولى بنفسه الدفع المباشر للمرتزقة المجندين الجدد من جنوب السودان ، حيث يُسلّم المرتزق الجنوبى راتب شهر مقدم ( الفين دولار ) ليتركه لاسرته ويسافر فوراً الى شمال بحر الغزال ليتم تفويجه إلى الضعين ونيالا ، وقيل إنه تحركت فى الايام الماضية دفعة واحدة من احدى المدن الحدودية (١٨٠٠) الف وثمانمائة مرتزق جنوبى من جميع القبائل ويقال انه ضمت المجموعة عدداً من الحراسات الشخصية لكبار المسئولين فى الدولة

٥- أوقفت الشعب التشادي مرور ناقلات الوقود والعتاد من معبر ادرى إلى السودان ، مما اضطر ” المقاولون التشاديون ” إلى جمع كل اصحاب الكوارو بالمنطقة وهم بالمئات واستأجروهم لنقل البراميل إلى السودان بسلوك طرق اخرى غير طريق الناقلات

٦- ظهر تسجيل قصير لاحدهم فى غابة فى منطقة حدودية فى جنوب السودان ، يتحسر بشدة ويطلب من رفاقه الذين لم يتحركوا بعدم التحرك ، على اعتبار انهم تورطوا بتحريك اكثر من ١٦٠ جرار وناقلة فى طريقهم الى السودان إلا انهم تم ايقافهم من التحرك نحو الحدود السودانية من قبل الجيش الجنوبى ، وذلك بعد اجراءات الريس سيلفا كير الأخيرة .

٧- بعد سقوط الفاشر تم استدعاء الرئيس التشادي محمد كاكا إلى ابو ظبى لتهنئته ومكافئته بدعم تنموي لبلاده وذلك للدور الذى لعبه فى اسقاط الفاشر

لكل ذلك واضح ان حرب الإمارات على السودان ستكون وبالاً عليها وتسببت فى حملة عداء عالمية وكراهية ضد دولة الإمارات ولكل اماراتى اينما حل ، مما جعل المواطن الاماراتى فى اوربا او غيرها يتنكر لبلده خوفا ويقول انه سعودى او كويتى او قطرى او بحرينى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى