مقالات الظهيرة

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب…. مقال عبر الوسائط أبصم عليه بالعشرة و أرفعة الى معالي رئيس الوزراء ووزير المالية

تداولت (الوسائط) لعله منذ البارحة أو قبل ذلك حقيقة لا أعلم

فقد وصلني من أحد قيادات مشروع الجزيرة هذا الصباح

والمقال أو التحليل العميق أو المداخلة عبر مجموعة (واتساب) سمّة ما شئت ممهوراً بإسم الدكتور باسم عباس الطيب معهد السُكّر بجامعة الجزيرة
حقيقة لم أجد نفسي وأنا أختتم القراءة إلا أن أبصم عليه بالعشرة على كل كلمة كتبها بخصوص أزمتنا الإقتصادية فيما يلي الجانب الزراعي ومشروع الجزيرة والقطن تحديداً

واضح جداً الدكتور يتحدث بلغة الإنسان العالم وبلغة الأرقام والتواريخ فشخّص المرض و وصف الدواء للخروج من عنق الزجاجة

*حرب بلا مدافع*
هو العنوان الذي إختاره الكاتب أضعة كما هو بين يدي
*معالي رئيس الوزراء*
*السيد وزير المالية*
*السيد وزير الزراعة والري*
*السيدة وزير شؤون مجلس الوزراء*

(جمعتكم مباركة)
والى المقال كما وردني …..!!
الجمعة ٧/نوفمبر٢٠٢٥م

*حرب بلا مدافع*
الكلام الداير اقولو هنا ما بس شكوى من ظلمٍ واقع، بل شهادة على تاريخٍ أُريق فيه عرق المزارع وضاع فيه حق الوطن بين أيدي القِلّة من المتنفذين، وذاك الخيط الطويل من الإهمال الممنهج لموارد السودان الخصيبة.

إهدار الموارد واغتيال القطن السوداني
بوست للوجدان.. وللعقل.. ولضمير المسؤول إن وُجد.
يا ناس، زمان قبل الحرب، كان قنطار القطن السوداني بيتباع بـ (٩٠ ألف جنيه) والدولار وقتها بـ (٥٦٠ جنيه).
يعني قنطار القطن كان قيمتو تعادل ١٦٠ دولار.
واليوم القنطار بقى بـ (٢٣٠ ألف جنيه) لكن الدولار قفز لـ (٣٧٠٠ جنيه)

يعني القنطار بقى بـ ٦٢ دولار بس!!
ببساطة المزارع السوداني خسر فوق الـ ١٠٠ دولار في القنطار الواحد!

وهو نفس المزارع البزرع في النار، والريح، والدمار.. بدون تمويل ولا مدخلات ولا حماية ولا عدالة.
يعني القطن السوداني الذي كان يُعتبر ذهب أبيض، بقى اليوم يتسوّق بأقل من ثُلث قيمتو السابقة.
دا ما تقلب في السوق، دا إهدار ممنهج للثروة الزراعية وضرب متعمد لاقتصاد الدولة من عمودو الفقري.
منو القاتل؟ ومنو المستفيد؟
تم تدمير البنية التحتية للمحالج الحكومية تلك التي كانت ملك الشعب والمزارعين عن قصد.
أُغلقت أو تُركت للخراب، ليحل مكانها عدد محدود من المحالج الخاصة لا تتجاوز أصابع اليد، مملوكة لسودانيين نافذين وشركاء أجانب من مصر وتركيا.
والمزارع؟ بقى رهين في يدهم، لا بديل ولا خيار غير البيع بسعر الذل.
وغياب شركة الأقطان السودانية التي كانت يومًا تملك مكاتب في أوروبا وآسيا وتسوّق باحترافية، فتح الباب للسمسرة والتهريب، وضيّع سمعة القطن السوداني في الأسواق العالمية.
دي ما صدفة يا ناس، دا تجفيف ممنهج لركيزة الاقتصاد الزراعي عشان البلد تعتمد على الاستيراد وتعيش في دوامة العجز.
تعالوا نقارن
في مصر، القنطار اليوم بين ١٠,٠٠٠ إلى ١٢,٠٠٠ جنيه مصري.
ولما نحسبها بسعر الصرف (حوالي ٧٠ جنيه سوداني للجنيه المصري)
القنطار المصري يساوي ٨٤٠ ألف جنيه سوداني!
يعني قنطار القطن المصري أغلى من السوداني بـ أكتر من ٦٠٠ ألف جنيه!
ومع ذلك.. مصر وتركيا هم نفسهم المشترين الرئيسيين لقطن السودان الرخيص!
فبأي منطق دا؟
ومن المسؤول عن التسعير والرقابة والتصدير؟
وين وزارة المالية؟ وين بنك السودان؟ وين وزارة الزراعة؟
وين الآلية الثلاثية هسي جبت سيره الرباعيه! المفروض تحفظ توازن السوق والصادر؟
آلية التسعير الغائبة
زمان كانت وزارة الزراعة بتحسب السعر العالمي للقطن، وتضيف عليه التكاليف المحلية (من حليج ونقل وتمويل)،
ثم يتفقوا مع اتحاد المزارعين ويُرفع السعر لوزارة المالية لإجازته ويُعلن كحد أدنى ملزم.
دي كانت عدالة السوق.
أما الآن، بعد خروج الدولة من التمويل وتفكك الاتحادات، ضاعت المعادلة، وأصبح السوق نهباً للمضاربات والمصالح.
التهريب والسيولة الأمنية
اليوم القطن بقى سلعة عابرة للحدود، تهرب عبر طرق غير رسمية لأن الأسعار المحلية لا تغطي حتى تكلفة الإنتاج.
غياب الرقابة، ضعف السيولة، وانعدام الشفافية فتح الباب للتهريب المنظم،
وده كله يضرب الاقتصاد القومي في قلبه، ويشوّه الإحصاءات التجارية والزراعية.
التحليل الاقتصادي حرب بلا مدافع
ما يحدث في قطاع القطن يمكن وصفه بنظرية الحرب الاقتصادية
تدمير المقومات الإنتاجية من الداخل عبر سياسات سعرية ظالمة، وتفكيك المؤسسات التي تحمي المنتج الوطني،
ثم فتح السوق للآخرين ليشتروا الخيرات بثمن بخس.
دي حرب صامتة لكن نتائجها أخطر من الرصاص
انهيار دخل المزارعين.
عزوف عن الزراعة مستقبلاً.
فقدان الثقة في الدولة.
وتراجع الصادرات الحقيقية.
اناشدكم
يا ولاة الأمر ان وجد منهم من يع،
المزارع ما داير دعم، داير حماية وعدالة.
أوقفوا العبث.
أعيدوا تفعيل آلية التسعير العادل.
راجعوا دور شركة الأقطان.
أوقفوا التهريب وراقبوا المشترين الأجانب.
واحموا ما تبقى من مشروع الجزيرة ومشاريع الرهد وحلفا والسوكي قبل ما نصبح بلد بلا قطن. وبلا كرامة.
في النهايه
القطن السوداني ما مجرد محصول..
هو ذاكرة وطن، وعرق أجيال، وهوية أرض.
إنه رمز الجزيرة الغنّاء وعرين مزارعها الذي لا ينام.
فيا من تملكون القرار،
أعيدوا العدالة للأرض التي أنبتت الخير دون أن تُنصف.
ولا تنسوا قول الاقتصاديين:
حين تنهار الزراعه ينهاركل شيئ بعدها

د. باسم عباس الطيب الامام
معهد السكر
جامعه الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى