(من أعلى المنصة) ياسر الفادني يكتب… غضبك عجيب… زي هيبتك !
حين إنطلقت ضربات سلاح الجو السوداني كان الصوت أقوى من كل البكائيات والادعاءات المبكرة، تصاريح حنجرية إتهمت الطيران بإستهداف مدنيين.
لكن الحقيقة التي حاولت المليشيا طمسها كانت أقسى: الضربات كانت مركزة ودقيقة، وإستهدفت تجمعات صلبة لمقاتلين وقيادات، ومعظمهم لم ينجُ من فوهات هذه الضربات، صفحاتهم إمتلأت بنعي قادتهم وفلذات كبدهم دليل صارخ على حجم الخسائر الذي حاولوا التكتيم عنه
ما ميز هذه العمليات ليس فقط دقتها، بل أنها إستهدفت الرأس الذي يخطط ويعطل: مرتزقة وفنيون مختصون في منظومات الدفاع الجوي وأجهزة التشويش والطائرات المسيرة، أعداد منهم من جنسيات مختلفة، قدموا كقوة مساعدة للتنظيم المسلح، لكن السماء لم تترك لهم نافذة؛ تمّ تكسير بنيتهم الفنية، وشُلّت قدراتهم على الردّ أو التحصن خلف دروع كاذبة من الضربات المضادة
النجاح العسكري هنا لم يكن إنتقامًا فحسب، بل خطوة إستراتيجية واضحة: إستعادة سيطرة الجو وفرض معادلة جديدة نتيجتها (السماء لنا) ، تلك المعادلة تهزّ مخططات العدو، تشغّل حساباته، وتفكك قوّته الصلبة بتدمير مراكز القيادة والتموين ، قطع خطوط الإمداد لم يعد شعارًا بل واقعًا يضغط على الحلبة الميدانية ويحوّل المعركة لصالح من يملك المبادرة والقدرة على الضرب مقرونًا بمعلومة دقيقة
لا ينبغي أن نخدع أنفسنا بروتوكولات النعي والادعاءات؛ الحرب دائماً تحمل معها محاولات تشويه الحقائق من الطرف الذي تكبد خسارة التكتم الذي مارسته المليشيا على أعداد قتلاها دليل ضعف ونكوص، بينما مئات الرسائل والتعليقات التي سُجّلت على صفحاتهم تكشف عن حجم الفجيعة الحقيقية خلف أقنعة الصمود
التحرك الجوي الناجح لا يختزل نفسه في مجرد ضرب هدف، إنه يوجّه رسالة سياسية وعسكرية: أن من يخطط للقتل والتخريب لن يجد دائرة آمنة تحتمي بها مظلته ،وأن استعادة القانون والنظام لا تأتي بالكلام وحده، بل بتطبيق قدرة عسكرية متزنة ومعلومة دقيقة تُحوّل الخطة إلى فعل على الأرض
إني من منصتي أنظر…. حيث أرى….. أن هذا ليس انتصارًا على أعداد فقط، بل على بنية عزيمةٍ مُعادية قامت على أجندات خارجية ومرتزقة تقاتل من أجل أجندات لا تمتّ للوطن بصلة، الضربات في المثلث وزالنجي وغيرها كانت رسالة واضحة: ليست السماء ساحة للفوضى، بل هي أداة لإستعادة الأمان وتوجيه المعركة إلى حيث تفقد المليشيا كل حجة وكل ملجأ.



