لـواء رُكن ( م ) د. يـونس مـحمود محمد يكتب… هل وضعتَ السلاح ؟ فإنَّ الملائكة لم تضع السلاح
عند انفضاض سائر تجمّع كفّار قريش ومن والاهم من اليهود والمنافقين بعدما خسروا معركة حصار المدينة المنوّرة في موقعة الخندق، عاد الرسول ﷺْ الى بيته ووضع سلاحه ليغتسل، فأتاه جبريل عليه السلام وعليه النقع اي الغُبار، وقال له متسائلًا: هل وضعت السلاح ؟؟
فإنَّ الملائكة او انا لم نضع السلاح، فقُم اليهم واشار الى بني قُريظة، فنادي منادي الجهاد انَّ من كان سامعًا مطيعًا، او من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلينَّ العصر الا في بني قُريظة .
وسيرة الحبيب المصطفى ﷺْ هي المرجع النوراني، والمدرسة الالهية، والقاموس المُحيط للمعارف والعبر، وتبقى في اتباعه من المسلمين حاضرةً دافئة كأنها محفوظةٌ في ثيرمس كما يقول مهندس الرقائق الصافي جعفر الذي حجز مقعده بين الأخيار في بقيع الغرقد، وفجّ لنفسه بينهم جوارًا كريما رحمة الله عليه، وهو رجلٌ احببناه في الله.
فبنو قُريظة بنفاقهم وحقدهم على الاسلام وخُبثهم، ومكرهم هم ظاهرةٌ سلوكية باقية في الناس الى يوم الدين، ومعارك الحقّ مع الباطل مستمرة لن تهدأ ابدًا، انما تنتقلُ من ميدانٍ لآخر، وتتقلّب من وجهٍ لآخر، وتستخدمُ مختلف الاساليب لتحقيق الهدف الواحد وهو محاربة الدين تحت لافتاتٍ كثيرة ومسمّيات متعدّدة.
والمناسبة هي قرارات مجلس الامن السوداني الذي انعقد بالامس في العاصمة العائدة الخرطوم، والذي اصدر بيانه في ما يتعلّق ب ( *الهدنة* ) وهي مقترحٌ ملغوم، وشرابٌ مسموم اعدّه طهاة المطبخ الدولي لصناعة القرار مستصحبين أن يكون الكأس فاخرًا على صفيحةٍ صقيلة مُذهبة، موشاة بمناديلٍ رقيقة، يحملها ساعٍ فخيم له ( *حلقوم* ) وربطةُ عُنقٍ لافتة، وعطرٍ نفّاذ بين اقباله وادباره، وكُل ذلك في حضرة الكبار وعيونهم الخائنة تضجُّ بالكلام، وتومئ بالاغراء للمستهدف ( *السوداني* ) حتى يشرب كأس الهُدنة دون تردّد، ثم تتسرّب النشوة الى كيانه، ويغيب عنه مشهد الحرب وويلات الناس، وتنطفئ موجبات العزيمة، وتتراخى القبضة على الزناد، ويُثقل عليه حزام السلاح فيفكّه كما فكّه ( *ياسر عرفات* ) وقتما وقّع كامب ديفد وصافح رابين، وسحرته أضواء الاعلام الموظّف، فعمد الى صلبه وفكّ ازرار القاش ونزع الطبنجة رمزية المقاومة المسلّحة ومضى ( *ام فكّو* ) فحاصرته اسرائيل في مقرّه، واشبعته ذلةً ومهانة، وسقته السُّم فمات وماتت معه مقاومته ولم يبقَ منها غير شُرطةٍ تعمل لصالح الامن الصهيوني المحتل لارضهم.
نعم مجلسنا رفض الهُدنة وان جاء الرفض ضمنيًا في خطاب وزير الدفاع الناطق باسم المجلس، ربما لمقتضيات دبلوماسية غير مُقنعة ما دام الأمر حقّ سيادي، ورغبة شعبية، وارادة وطنية جامعة لا سبيل لتجاوزها تحت ايّ ظرف، فالشعبُ والجيش الان في خطّ المواجهة المفتوحة مع الجنجويد الى أن يقضي الله امرًا كان مفعولا، اذ لا مجال لهُدنةٍ ابدًا يلتقطون فيها انفاسهم، ويستقبلون المؤن والسلاح انفاذًا لوعيدهم باجتياح السودان.
العبرة أنَّ خروج الرسول ﷺْ لبني قُريظة كان خيرًا لاهل المدينة ومن حولها، وخيرًا للجزيرة العربية كُلّها من بعد، وخيرًا للعالمِ كلّه .
فالسودان لن يضعَ السلاح لأن الامن القومي والمصالح الحيوية تقتضي ذلك، فالجنجويد عدوٌ سافر العداوة لهذه المقوّمات، فلا بُدَّ من سحقهم وادراجهم ذمة التاريخ.
*لا هُدنة*
*لا تفاوض*
*لا نسيان لجرائم الجنجويد*
*بـل بـس*



