مقالات الظهيرة

ياسر الفادني يكتب …..جرس البداية سيُقرع في موعده… ولاية الجزيرة تكتب درس الإرادة

في وقتٍ تتصاعد فيه الشائعات وتتناقل المنصات حديثاً غير دقيق عن تأجيل موعد فتح المدارس في ولاية الجزيرة، تخرج الحقيقة واضحة كالشمس: لا تأجيل، ولا تراجع.

ولا تعطيل لمسيرة التعليم، فولاية الجزيرة، بقيادة واليها وحكومتها، تسير بخطى واثقة نحو إنطلاقة العام الدراسي الجديد في الموعد المضروب، بعد أن سخّرت كل إمكانياتها وجهودها لضمان بيئة تعليمية مستقرة وآمنة ومكتملة

لقد أثبتت حكومة الولاية أن الإرادة أقوى من التحديات، وأن الرغبة في النهوض بالتعليم ليست شعاراً يُرفع في المناسبات، بل فعلٌ يومي تُسقى جذوره بالعمل الجاد فالوالي وضع ملف التعليم في مقدمة أولوياته، ووجّه كل المؤسسات لتوفير الدعم اللازم لإنجاح العام الدراسي، بينما ظل مدير عام وزارة التربية والتعليم مثالاً للهمة والنشاط، يتحرك كالنحلة لا يعرف التعب، يجوب المكاتب والمدارس ليلاً ونهاراً، يتابع ويخطط وينسّق دون كلل

الجهود المبذولة على الأرض تُظهر أن ما جرى لم يكن عملاً روتينياً بل عملاً بطولياً بكل المقاييس فالمشروعات التعليمية، وعلى رأسها مشروع الإجلاس، قطعت شوطاً كبيراً بفضل الشراكات المثمرة مع منظمات وطنية ودولية.

أسهمت في تحسين بيئة المدارس وتجهيزها لاستقبال الطلاب في وقتها المحدد ، ولم تقتصر الجهود على توفير المقاعد فحسب، بل امتدت لتشمل معالجة النقص في الكوادر التعليمية عبر شراكات مع جهات مختصة لتأمين المعلمين وسد الفجوات في كل المحليات

كما يجب الإشادة بوزير المالية في الولاية، الذي لم يتردد في دعم التعليم وتمويل مشروعاته رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ليبرهن أن الاستثمار في الإنسان هو أعظم ما يمكن أن تقدمه الحكومة لمستقبلها ، هذه التوليفة بين القيادة والإدارة والجهات المساندة صنعت نموذجاً فريداً في العمل المؤسسي المتكامل الذي يضع مصلحة الطالب أولاً

إن ما تحقق في ولاية الجزيرة ليس مجرد استعداد إداري، بل رسالة واضحة بأن الإرادة الوطنية قادرة على مواجهة الصعوبات وتجاوز كل العوائق. فبينما يختار البعض التعلل بالظروف، اختارت الجزيرة أن تكون مثالاً للعزيمة، فأنجزت ما يشبه المعجزة في زمن وجيز

وفي اليوم المحدد، سيُقرع جرس البداية في كل محليات الولاية، وسيقف الطلاب في طوابير الصباح ترفرف فوقهم راية الوطن، إيذاناً بعامٍ دراسيٍ جديد يبدأ بروحٍ من التفاؤل والإصرار.

إنها معركة كرامة تعليمية خاضتها الجزيرة وانتصرَت فيها بالعزيمة والعمل، لتثبت أن من يملك الإرادة لا يُهزَم، وأن التعليم سيبقى دائماً نبض الحياة في قلب السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى