مقالات الظهيرة

هاشم القصاص  يكتب في (اخر الكلام)… ولاية الجزيرة لا تستحق الظلم من شركة الموارد المعدنية

تُعد ولاية الجزيرة من الولايات التي لم تنل حقّها المستحق من الشركة السودانية للموارد المعدنية، رغم مساهمتها الفاعلة في الاقتصاد الوطني ومكانتها التاريخية كقلب السودان النابض بالزراعة والعلم والإنتاج.

فمن غير المنصف أن تبقى الجزيرة على هامش اهتمامات الشركة، في وقتٍ تُوزَّع فيه المشروعات والدعم الاجتماعي على ولايات أخرى بصورة غير متكافئة، وكأنّها خارج خريطة الوطن التنموية

بعد الاجتياح الهمجي الذي شنته مليشيا آل دقلو على كامل ولاية الجزيرة، كان المنتظر أن تُمنح الولاية أولوية قصوى في مشروعات المسؤولية المجتمعية، بوصفها ولاية تضررت مادياً ومعنوياً على نطاق واسع، واحتضنت آلاف النازحين، وقدّمت ما لم تقدّمه أي ولاية أخرى في صبرها وثباتها.

لكنّ نصيب الجزيرة ظلّ غائباً — بل بعيداً حتى عن تفكير السيد محمد طاهر عمر المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية — وكأنّها لا تستحق شيئاً من عائدات الأرض التي تعبق بخيراتها.

وللمفارقة المؤلمة، فإن مبالغ التسفار التي تُصرف على رحلات السيد المدير العام وحدها، تكفي لتسيير قافلة طبية كاملة لمكافحة الملاريا وحمى الضنك، وحماية إنسان الجزيرة من مخاطر تفشي الأمراض، بدلاً من أن تُهدر على التنقل والاحتفالات.

نحن لسنا مع المحاصصة، بل مع الإنصاف والعدالة؛ المسؤولية المجتمعية ليست منحة ولا صدقة، بل التزام وطني وأخلاقي تجاه المواطن الذي يشارك بثروته في بناء هذا البلد. والعدالة في توزيع الموارد هي المعيار الحقيقي لمدى صدق النوايا وشفافية الإدارة.

فهل يلتفت المدير العام ومن حوله إلى الجزيرة، قبل أن تتحول خيبة الأمل إلى قناعة راسخة بأنّ الإنصاف في وطننا أصبح عملة نادرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى