سلوى احمد موية تكتب… سفينة الصحراء!!
الجمل او الجمال الذكر منه بعير وجمل وجمعها جمال والانثي ناقة وجمعها نوق والابل تطلق على الجمال والنوق الابل اية من آيات الله تدعو التأمل في خلقها ودقتها وهي ديل على عظمة الخالق ووحدانية(أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت) مخلوق عجيب ورد بأسماء عديدة (الناقة البعير البدن) وكثرة الأسماء تدل على عظم هذا المخلوق ورد الابل في كثير من قصص القرآن الكريم منها قصة سيدنا موسى وناقة سيدنا صالح وبعير سيدنا يوسف وأخواته
ميزها الله سبحانه وتعالى عن بقية المخلوقات بأن جعلها تروي عطشها باي نوع من انواع المياه تجده فهي تشرب من مياه المستنقعات شديدة الملوحة والمرارة، وتشرب من مياه البحر والمحيطات، وترجع مقدرة الإبل على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في الكليتين اللتين لهما قدرة عجيبة على إخراج السموم. ومن عجائب خلق الله للإبل أنها تمتلك وسائد جلدية تقوم بتهيئتها للبروك فوق الرمال الساخنة.
فلا يتأثر الإبل بحرارة الرمال ولا يصيبها منها سخونة. فلديها منظم بيولوجي للحرارة يساعدها على السيطرة على درجة الحرارة والبقاء على قيد الحياة، من عجائب خلق الجمل أنه لا يرى الإنسان بحجمه الطبيعي بل يراه ضعف حجمه، فيرى الإنسان كبير الحجم، ما يسهل انقياده له، ومن عجائبه أيضاً أنه يركب فوقه (الهودج) ،
تمتاز الإبل عن بقية المخلوقات في اختلاف “كريات” الدم الحمراء في الإبل عن بقية كريات الدم الحمراء في جميع المخلوقات، إذ أن جميع الحيوانات لها “كريات” دم حمراء مستديرة الشكل، أما الإبل فإن كريات الدم عنده “أهليجية” الشكل، وليست لها نواه ـ وذلك لحكمة أرادها الخالق جل وعلا، ومن أجل هذه الخاصة يمكن أن يشرب الإبل مائة لتر من الماء مرة واحدة عندها تتفتح كريات الدم بقدر حجمها مرتين دون أن تتفجر. لعابه يعتبر من أقوى المضادات الحيوية التي عرفتها البشرية في قتل الميكروبات وشافي للحروق ، ولهذا نجد أن الأمراض التي تصيب الإبل قليلة جداً، وتكاد تكون خارجية مثل “الجرب” و”الشاف”. بعض انواعها له سنام وآخر له سنامين وهو مستودع ضخم للشحوم الأنسجة تفيده وقت الحاجة
إن الأبحاث العلمية أثبتت فعالية ضد بعض أنواع البكتريا والفيروسات ومعالجة كثير من الأمراض، وأثبتت كذلك أننا نستطيع معالجة الكثير من الأمراض جليلها وقليلها عن طريق ألبان الإبل وأبوالها، ويؤيد ذلك ما رواه الإمامان البخاري ومسلم بسندها عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن نفراً من قبيلة عكل قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام ثم استوحموا أرض المدينة ـ وسقمت أجسامهم ـ فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال عليه السلام: (ألا تخرجوا مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها..؟ فقالوا: بلى. فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها فصحوا، ووقع خصوص التداوي بأبوال الإبل حديث أخرجه ابن المنذر عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ “عليكم بأبوال الإبل فإنها نافعة للذربة بطونهم”).
الجمل يلقب سفينة الصحراء لقدرته العايلة على الصبر وتحمل الظروف الصحرا ية القاسية فهو يتحمل العطش والجفاف وشدة الحر . وطريقة حركتها وسيرها في الكثبان الرملية جعلها شبيهة بالسفن التي تبحر في البحر فهي في ثقافة العرب وسيلة أساسية للسفر البري وتحمل البضائع والأشخاص والمتاع الثقيل مثلها مثل السفن التي تعبر أمواج البحار اها ما يتمييز الابل قدرتها على الصمود في البيئات الصحراوية القاسية كقلة المادة ودرجات الحرارة المرتفعة بإمكانها استعادة الماء من الهواء أثناء عملية الزفير والتكيف مع حرارة الشمس بتغيير درجة حرارة جسمها.
عين الجمل فيها جفنين واحد شفاف يغطي العين ويحميها من الغبار أثناء الحركة في الرمال الصحراوية الكثيفة دون ضرر والتاني الجفن العادي الذي يغطي العين الجمال تأكل النباتات الشركية وكسرها بسهولة دون أن تتألم او تصاب معدتها او الامعاء بجروح لان لسانها مكون من بروتين ليفي قوي. من الالقاب اسم( العيس’ اليعلة’ الوجناء الناجية’ العوجاء’ الهجان الكوماء’ والصبر) ومن اسماء الابل( الضبعان’ عرفان ‘شعلان’ ام طويلع’ ام رموش’ الخطبة’ ونورا). الجمل الرضيع وعمره اقل من ستة شهور اسمه حوار الجمل العمره سنة يأكل ويشرب اسمه مخلول ومن عمره سنتين اسمه مفرود ومن عمره من سنتين لثلاث سنواتوبدأ يحمل الاثقال اسمه (حق) بكسر الحاء ومن بلغ من العمر أربعة سنوات اسمه(جذع) بكسر الجيم من عمره مابين الخمس الي ستة سنوات وبدأت تظهر قواطع أسنانه فاسمه(ثني) ومن ظهر له الجوز الثاني من القواطع فهو (رباع) ومن بدأ ظهور الجوز الثالت من القواطع فهو سداس والأناقة التي ولدت أكثر من خمسة مرات اسمها(الفاطر) وهي كبيرة في سنها ومعمرة
ابل السواحل فيها سلالات كتيرة يقال لها (العرابا) ومفردها (عربية) بكسر العين وهي من أفخم سلالات الإبل عن البادية يميزها الوبر الاحرش واللحمة القوية المتينة وطولها متوسط حليبها لذيذ ومن ابل السواحل (الخواوير) ومفردها (خوارة) وهي ناقة كتيرة الحليب.
لقد أثبت كثير من العلماء الباحثين، أن في أبوال الإبل من الخصائص ما يمكن عن طريقها ـ بإذن الله تعالى ـ معالجة الكثير من الأمراض المستعصية ولقد كانت الأجيال السابقة، قبل ظهور ما يعرف بـ”المضادات الحيوية” والمطهرات يغسلون الجروح والقروح بأبوال الإبل فتندمل وتشفى.
وكانوا إذا أحسوا بخمول في الجسم أو آلام في المعدة نتيجة لما يسمى بالتلبكات المعوية سارعوا إلى شرب أبوال وألبان الإبل فتعود لهم الصحة، وكانت النساء يغسلن رؤوسهن بأبوال الإبل فينموا الشعر ويتكاثر ويشفى من أمراضه التي تعمل على تقصفه وإزالة ما به من قشور وآفات. وهنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها، ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبل كما دل عليه البيان القرآني. ولله في خلقه شوؤن.