لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد يكتب…نعم… لن نضع السلاح!!
أبلغ ما ورد على لسان الرئيس البرهان للسودانيين في قطر ( إننا لن نضع السلاح حتى نحرر أي شبر دنسه التمرد ) كأنه لسان حال أهل السودان.
وكأنه جسّ نبض قلوب الأمهات الثكلاوات وهو يملأ الأفئدة الفارغة ويربط عليها بالسكينة ووعد الثأر ، وكأنه انصرف لتوه من جنازة ود النورة حيث تراصت اربعمائة من الأجساد المنتهكة برصاص الغدر وحقد الدهر وظلم العمر ، تفرق الدمع والحزن بين البيوت ولن يبرد حشا أهلها الا على جثة آخر جنجويدي .
فكيف يضع السلاح من لقي من الدعامة الويلات ، وواجه من القسوة ما لم يخطر على بال ، وشاهد استهانة بالنفس والعرض والشرف والمال ما لا يمكن وصفه .
السلاح وحده ( بعد فضل الله ) هو الذي أخرجهم من العاصمة الخرطوم وولايات الوسط ، وحررها وردها الى أهلها .
السلاح وحده الذي أنقذ الوطن من براثن الشر ، وكسر موجات هجومهم الهمجي الفوضوي ، وحصدهم وأجبر من بقي منهم على التقهقر والهروب الى كردفان ودارفور آخر معاقلهم.
حيث تلاحقهم جحافل المتحركات المظفرة وهي تنشر رداء الوطن ليغطي عري المدن والبلدات المستباحة ، وتواسي دموع حرائرها اللاتي طالما استصرخن رجال الجيش و هن يهتفن ويشتكين بالصوت الصادق الجهير ( والله أهانونا ، والله عذبونا ) كما كانت تردد تلك الماجدة الكردفانية الحرة .
كيف نضع السلاح وكل يوم يرتفع صرح الشهداء بارتقاء فارس جحجاح وصنديد مغوار وهو على الوعد بتحرير كامل التراب الوطني من أثر الجنجويد والقحاطة.
مثلما التحق بالأمس العقيد الركن زكريا نوح بركب الشهداء وهو فارس الساحات الأغر وقائد ( تكساس ) المقتحم الذي ذرع الأرض راجلا من حمد النيل بأمدرمان حتى لقي ربه شهيدا بإذنه هناك في بادية كردفان ، ورفد من أخاير الرجال يقتحمون مكامن الخطر من أجل السودان الأرض والإنسان .
لن نضع السلاح والحرب في خواتيمها وهزيمة الجنجويد تلوح من وراء خيباتهم ، وهلاك قادتهم ، وتفرق صفهم ، واستسلامهم ، وتعمق مشكلاتهم العرقية المركبة ، وافتضاح كفيلهم على الملأ العالمي وخسارته الفادحة فلا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع .
نعم صدقت لن نضع السلاح حتي تتحقق الهزيمة الساحقة على هؤلاء القتلة المجرمين ، والتأكد من أنه لم يبق منهم ( طفاي نار ) حتى لا يؤذوا أهل السودان في أي مرحلة لاحقة .
وكذلك محاسبة وعقاب كل من أعانهم وساندهم ودعمهم بأي درجة مهما كانت ، إذا كانت دول فلنا معها حساب عسير ، وإذا كانت قوى سياسية فهي في حكم العدم ، وإذا كانت منظمات ووكالات وواجهات فلن يكون لها دور في مستقبل هذا الوطن الحر بحول الله .
فالعصائب لم تنفك معقودة على رؤوس الشباب مستبشرين كأنهم يزفون عرسانا ، ونقع المسارات على عوارض الرجال زينة وهيبة ووقار ، وبأس الحديد يهيم لتلقف كل ما صنعه سحرة المجرم حميدتي والشقي عبد الرحيم وبقية خدم المؤامرة .
لن نضع السلاح الذي تزأر مقدماته هذه اللحظات في الفاشر ومواجهات كردفان ويتهيأ آخره من كل بقعة في السودان كأنه سيل منحدر .
هذا هو ماعليه أمر الشعب السوداني قاطبة ، عدا قلة الخونة أعوان الشيطان ، لن تجبرنا على وضع السلاح دعوات المخذلين ، وايماءات المثبطين ، وثلة المنافقين ، ولن تنزعه من أيدينا قوة في الأرض بحول الله .
نحن صناع المجد ، وأصل الحضارة ، وفرسان الحوبة ، هزمنا بعون الله أكبر مؤامرة في التاريخ الحديث ، ولن نضع سلاحنا عن عاتقنا ( أبدا ) حتى ولو وضعت الحرب أوزارها وانتصرنا ، سيظل سلاحنا في أيدي جيشنا معمرا الطلقة في الماسورة والأصبع في الشدة الأولى .
الملائكة لم تضع السلاح
وأمر الجهاد قائم أبد الدهر
فعلام نضع نحن السلاح ؟؟
بل بس .