عابد سيداحمد يكتب في (إبر الحروف)…غلام الذى رحل!!
* هل صحيح قد رحل د. غلام الدين عثمان ؟ سؤال طرحته على كثيرين عندما قرأت الخبر فى الاسافير وكان نفسى ان يكذب لى أحدهم الخبر كما كذب هو بنفسه إشاعة وفاته قبل أشهر
* ولكن الكل كان يؤكد لى حقيقة الرحيل المر .. رحيل الرجل الأمة الذى عاش حياته بين الناس نسمة تلطف الأجواء .. عاش و قمة سعادته كانت تبدو فى خدمته للآخرين وفى قضاء حوائجهم وهكذا كان غلام
*
* رجل لم تغيره السلطة ولا بهرجتها برغم تقلده لارفع المواقع والمناصب بالبلاد لسنوات طويلة ظل خلالها هو هو
* وغلام كنت قد تعرفت عليه قبل سنوات بعيدة .. تعارفنا ونحن بين طيات السحاب حيث شاءت الاقدار ان اجلس بجانبه فى الطائرة العائدة بالمشاركين من مؤتمر الولاة بملكال ايام كان الجنوب جزءا منا و كان للولاة مؤتمرهم السنوى الراتب الذى يلتئم كل عام بإحدى الولايات للتقييم والتقويم
* تعرفت عليه فى الجو لتربطنا فى الأرض صداقة تعمر طويلا مشينا خلالها خطى كثيرة مشتركة جمعتنا فيها مجامع العام والخاص
* وغلام عندما عين واليا على شمال كردفان فى شبابه النضر سارع أيامها بعض أعيانها بالمجئ للخرطوم والاحتجاج لدى الرئيس البشيرعلى حداثة تجربة من جاء به اليهم واليا لكنه بعد أشهر قليله جعلهم يهتفون باسمه فى استقبالهم للرئيس فى زيارته إلى هناك ويطالبون ببقائه
* وفى نهر النيل التى كان واليا عليها بكته الناس عند اعفائه كثيرا لانه كان حامل همهم والمشارك لهم فى أحزانهم وافراحهم والفاتح مكتبه وبيته وقلبه لهم الشئ الذى جعلهم ليلة وداعه ولحظة ترجله من سيارة الوالى يفاجاونه بسيارة جديدة هدية اشتروها له من حر مالهم تقديرا ومحبة له
* وهكذا كان منهجه فى إدارة الولايات وفى صندوق الاسكان والبنك العقارى وجامعة ام درمان الإسلامية وغيرها من المواقغ التى شغلها وغادرها تاركا اثره فى العمل وفى الناس
* وعلاقة غلام لم تكن تنقطع بمغادرته الموقع فكان طوال حياته اكثر سفره لنهر النيل وشمال كردفان للعزاء فى من كان يعرفهم كما كان سباقا فى المناسبات فى الخرطوم وغيرها ومايزال العاملون بوزارة مالية الخرطوم يبكون ايام غلام بالوزارة التى عمل مديرا عاما لها فى ازهى عهودها
* وشهادة لله لم أراه طوال ملازمتى له يوما يكسر خاطر شخص جاءه بعشم اويتاخر فى عون ممكن لانسان وكان من الزاهدين فى الدنيا لم يترك صيام الاثنين والخميس فى حله وترحاله
* ونحمد لوالى نهر النيل موقفه النبيل بالحداد على غلام وتلقى العزاء فيه برئاسة الولاية
* الولاية التى عمل فيها غلام وزيرا للمالية ثم واليا عليها لسنوات تاركا بصماته فى كل ارجائها وناقشا لمحبته فى دواخل اهلها
* لك الرحمة ايها الرفيق الوفى واخو النائبات وستبقى بيننا بما تركت فينا من أثر ولن ينقطع دعاء الغلابة الذين كنت سندا لهم وافتقدونك برحيلك المر الاليم