مقالات الظهيرة

القمة الرئاسية ووضع النقاط علي الحروف (١) 

الظهيرة – عبد الله حسن محمد سعيد :

وضع السيد رئيس مجلس السيادة في القمة الرئاسية الافتراضية النقاط علي الحروف المبهمة ايضاحا لموقف السودان الواضح من قضايا العلاقات الدولية والمنظمات الدولية التي يفترض فيها سلامة معيارية العدالة والمساواة في تعاملها مع الشعوب وفقا للقانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة ومنظماتها الاخري . وضرورة مراجعة الكثير من النصوص وحاكميتها والمواقف والاجراءات والعقوبات وغيرها من القرارات التي تصدر و تؤثر علي السلم العالمي وعلي العلاقات الدولية ومعالجة الازمات التي أثرت علي مسيرة الشعوب واستقرارها وتفجير طاقاتها في التنمية المستدامة .

في الكلمة التاريخية التي ألقاها رئيس مجلس السيادة خلال القمة الرئاسية الافتراضية تطرق الي عدة محاور ناقش فيها أكثر النقاط الحاحا علي النطاق الدولي والاقليمي والمحلي . مستعرضا تجربة السودان في تجاوز مرحلة الحرب المفروضة علي البلاد

بكل زخمها الانساني وخروجها عن العرف الدولي في كل ساحات القتال وما افرزته من مواقف واضحة وموثقة للتدخلات الاجنبية بالدعم المادي واللوجستي والاشتراك الفعلي في القتال جنبا الي جنب مع مليشيا الدعم السريع بتجييش المرتزقة مما يجعلها شريكا اصيلا في تلك الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب السوداني وتتحمل وذرها وتبعاتها قانونا وعرفا ،

وكذلك المواقف المتباينات للمجتمع الدولي سلبا وايجابا مع الاحداث مما جعل المحصلة اختبارات حقيقية لفاعلية التعاون الدولي الذي أظهر مواقف سالبة لا تتماشى مع ميثاقها وقوانينها الضابطة للعلاقات الدولية وخاصة في السودان وفلسطين وشعوب اخري عانت من ذلك واثرت علي مسيرتها واستقرارها .

مؤكدا وآملا بأن تكون القمة فرصة حقيقية لإعادة الثقة في منظومة الامم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي الذي اصيب في الفترات السابقة بما يضعف الثقة في حيادية وجدية المجتمع الدولي لاقامة العدل والمساواة في المواقف المختلفة التي تقع تحت طائلة القانون وتطبيق القانون الدولي بما يؤمن علي مسيرة الشعوب وامنها الذي ينعكس ايجابا علي المجتمع الدولي واستقرار دوله وديمومة السلام والأمن الدوليين .

ومن نافلة القول ان نؤكد بأن التفاؤل في ان يكون لهذه القمة اثرا واضحا بوضع الأمور في نصابها وتصحيح مواقفها وفقا للميثاق الذي يسعي لمصلحة الشعوب وسلامتها وتفجير الطاقات الكامنة في مجتمعاتها ودورها من اجل السلام العالمي والتنمية المستدامة والمتوازنة لمصلحة الشعوب وخلق علاقات وصداقات حميمة بين الشعوب تدفع بالتعاون الدولي الي آفاق أرحب ،

وتعاون دولي لمجابهة التغييرات المناخية ونقص المياه والطاقة والازمات الطبيعية التي تهدد كثيرا من المجتمعات . ومن هنا كان نداء سيادته ان يكون ميثاق المستقبل لدول العالم خارطة طريق تلتزم به كل الدول الأعضاء في المجتمع الدولي التزاما بالنص تطبيقا وبروح النصوص سعيا نحو تحقيق حلم عالم خال من النزاعات .

وتعالج ازمات الدول التي تعاني من النازعات بسبب تدخل بعض الدول في شئونها الداخلية وخلق الفوضي الخلاقة كما يسميها البعض لتنفيذ أجندة خاصة مما يحتم الالتزام التام بهذا الميثاق من كل دول العالم لمنع التدخلات وتبنيه كقانون ضابط وحاكم ومحاسبة من يخالف نصوصه ويرتكب هذا الجرم ،

علما بأن تاريخ التدخل الاجنبي في الشأن الداخلي للدول قد جر من المشكلات والصراعات والازمات التي راح جرائها أرواح بريئة ودمرت فيها البنية المدنية والاهلية والمراكز البحثية والاكاديمية وغيرها من المراكز الصحية والتعليمية وسبل الحياة المدنية ..

ان الالتزام الدولي يشكل أهمية قصوي في حسم كثير من الازمات التي تقعد بالمجتمعات في العالم الثالث من القيام بواجباته في مختلف مناحي الحياة مما يشكل اعباءا علي المجتمع الدولي في منظوماته الإنسانية المختلفة لإعادة الحياة وانقاذ المجتمع من المرض و الجهل والجوع واعداد المجتمعات للعب دور إيجابي في درأ الأخطار والمخاطر المتعددة الأوجه التي تجابه المجتمع الدولي .

وأكد سيادته في خطابه الضافي أهمية التعاون الاقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ، علما بأن الساحة الدولية والاقليمية قد عانت كثيرا من الجريمة المنظمة والارهاب ضد الدول والحكومات والشعوب وتتخذ صورا متعددة من الجرائم مثل العنف ضد المرأة والطفل والاتجار بالبشر والتصفية العرقية ودفن الناس احياء والعنف الجنسي والاغتصاب واتخاذ سلاح التجويع واستخدام الاسلحة البايولوجية المحرمة دوليا وغيرها من الصور البادية للعيان وكمثال ما ارتكبته مليشيا الدعم السريع في مد السودان وقراه ،

تتمثل في أكثر الجرائم ضد الإنسان فظاعة وقسوة وانتهاكا لكل المثل والقيم والقوانين الدولية والاعراف المرضية في كل الحروب علي مدي التاريخ الانساني ، مما يشكل خطرا حقيقيا علي حياة الإنسان وهناك أسباب كثيرة تجعل من هذه الحرب خطرا حقيقيا علي السلم العالمي والاقليمى وعلي السلام الاجتماعي بالدول وخاصة دول الجوار الافريقي والعربي .

هناك كثير من الأمثلة التي من جرائها فقدت الدول سيادة قرارها ودخلت في حروب طاحنة مع منظمات ارهابية تغذيها دول ترعي هذا الإرهاب وتسعي لفرض أجندة سياسية واستحوازية واستيطانية في عالم كان من المفترض أن يلتزم بقوانين المنظمات الدولية التي تمنع اي عمل إرهابي وخاصة ارهاب الدول والمجموعات العرقية .

ويحتم ذلك تعريف جديد أشمل لتوصيف الإرهاب بكل أشكاله ومنظوماته وممارساته ضد الدول وشرعيتها التي تنبع من رضي الجماهير والنخب السياسية والمجتمعية والاهلية المرتبطة بالوطن وجودا ..

هذا بعض مما تناوله الخطاب التاريخي لرئيس مجلس السيادة في هذه القمة التي ارتبطت اهميتها في توقيتها بالنسبة للسودان حيث تجئ في مرحلة تصحيح مسار العلاقات السودانية الخارجية ارتباطا بالمصالح المشتركة للشعوب والتي ترتكز علي يقينات ومسلمات لابد من مراعاتها …وتجئ قبل انعقاد قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة ..ولتلك الكلمة اشاراتها الايجابية علي مجمل العلاقات الخارجية والدولية التي ترتبط بالشعوب عامة والسودان في مجمل علاقاته والصراعات التي ظل يعاني من غلواء التدخلات الاجنبية والارهاب والجريمة المنظمة والتدخل في الشئون الداخلية ومحاولات الهيمنة …

نتوقف هنا و في الجزء الثاني نناقش :

دعوة الرئيس للتعاون مع المجتمع الدولي . والأسس الضابطة والحفزة للتعاون الدولي . وتجربة السودان في تجاوز ازمة الحرب الحالية واعادة البناء …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى