مقالات الظهيرة

مالو اعياه النضال بدني… الحلقة الرابعة عشرة

الاقتصاد السوداني يعاني من هزات عنيفة ادت الي خلق ازمات متلاحقة اثرت علي حياة المواطن تأثيرا سالبا وجعلت مسيرة التطور تتعثر في الطريق.

الاقتصاد السوداني الذي ظل ومنذ اكثر من ثلاثون عاما يسير سيرا حثيثا نحو الاضمحلال ويفتقد للهوية التي تدفعه الي السير في مسار صحيح ينفذ به الي مراقي الخروج من القوقعة التي وضع في داخلها وتم تحنيط اطرافه التي ينمو بها في مسار علمي يؤدي الي ازدهار الصناعة والزراعة والتنمية .

قديما قيل ( من لايملك قوته لا يملك قراره ) ومن هنا يأتي الاهتمام اولا بالزراعة بشقيها النباتي والحيواني والصناعات التحويلية .

والزراعة في السودان لها تاريخ وضئ في دعم الاقتصاد السوداني عبر كثير جدا من المنتجات الزراعية مثل القطن والسمسم والذرة والكركدي والمحصولات البستانية والخضروات.

ويمكن ان يندرج الصمغ العربي في قائمة المنتجات التي تؤثر علي الاقتصاد ايجابيا لتفرد السودان بانتاج ٨٠%من الانتاج العالمي وسياسات تسويق هذا الظنتج وبعض المنتجات الاخري تبين ضعف العقلية الاقتصادية السودانية التي فرطت في هذه المنتجات بحيث اصبحت مراكز تسويقها عالميا خارج السودان …

الاقتصاد السوداني المعلول يحتاج لوضع حلول ناجعة علي مرحلتين الاولي علاج آني يخاطب معاش الناس وازمات الغذاء والدواء والطاقة . والثانية علاج آجل مستقبلي يقوم علي خطة استراتيجية ممرحلة علي الازمة الاقتصادية وهذه الخطة يجب ان تكون مقنعة للمجتمع حتي يساهم.

المجتمع كله في تنفيذ الخطط والسياسات وهذا يتطلب ايمان المجتمع وقناعته بجدوي السياسات الني تقوم علي تنمية حقيقية في مجالات الزراعة بشقيها النباتي والحيواني والصناعات التحويلية ..

وهنا نتوقف عند شخصية شعبية من عامة مزارعي الجزيرة والناقل كان له دور رائد في ارساء دعائم الاقتصاد السوداني عبر مشروع الجزيرة والمناقل.

شخصيتنا هي الشيخ احمد بابكر ود الازيرق اول رئيس لهيئة مزارعي الجزيرة الذي ولد في اسرة امتهنت الزراعة وجعلتها مدخلا اساسيا للتنمية الاقتصادية والمساهمة في الدخل القومي للبلاد عبر السنين …

ود الازيرق رجل لا تخطئه العين البصيرة فقد كان انسانا مميزا في نظرته للامور وللمشروع وتطور الزراعة عبر اهتمام المزارع بالعمليات الفلاحية مما يتطلب الاهتمام به والدفاع عن مكتسباته وتطور الاداء في مجمل النشاط الزراعي .

 

كان رجلا ذا حنكة ودراية وقدرات عديدة قاد مع الشيخ محمد عبدالله الوالي والشيخ ابو الحق الهيئة الاستشارية لمزارعي الجزيرة التي تم تكوينها في عام ١٩٤٨م وحتي عام ١٩٥٤م حيث تم انتخاب اتحاد مزارعي الجزيرة الذي تراسه الامين محمد الامين كأول رئيس لاتحاد مزارعي الجزيرة..

قاد ودالازؤرق المزارعين خلال الاعوام ١٩٤٦ مع جمع من قيادات المزارعين منهم محمد عبدالصادق واحمد محمد دفع الله القدال واحمد محمد دفع الله ابوسنينة والحاج موسي وغيرهم من القيادات التي سعت للمطالبة بصرف مال الاحتياطي للمزارعين.

وهو المال المستقطع ليصرف في وقت الشدة عندما تعقد الموقف ورفض الطلب نفذ المزارعون الاضراب عن زراعة القطن بطلب من اعضاء مؤتمر الخريجين بقيادة احمد خير ونفذ الاضراب كاملا .

سافرت لجنة المزارعين الي الخرطوم ونزلوا بدار الخريجين بامدرمان وتبني الخريجون قضية المزاعون ووقدم مذكرة للحاكم العام طالبت بعدة مطالب منها تمثيل المزارعين في مطلس الادارة والخدمات الاجتماعية..

حقق الشيخ احمد الازيرق كثيرا من الانجازات التي تقف شاهقة اليوم تحكي عن انجازاته فقد برفع نصيب المزارعين من ٤٠% الي ٥٠% والمطالبة بمشاركة المزارعين في عمليات فرز القطن.

وصرف جزء من مال الاحتياطي ومن انجازاته قام بتشييد دار المزارعين علي شاطئ النيل الازرق بمدني وتشييد استراحات ومرافقي المرضي بودمدني والحصاحيصا وابوعشر .

وتشييد استراحة اعضاء الاتحاد في ودمدني وتشييد اجزخانة المزارعين وقام بفتح مدرسة متوسطة في ودالنعيم لابناء المزارعين وفتح منزله داخلية لابناء المزارعين.

كافح وناضل من اجل حقوق المزارعين وان يكون لهم كيان ينظم شأنهم ويحميهم من جور الحكام الانجليز ومن استقلال مجهوداتهم وضياع حقوقهم ..

هذا مثال اخر من الرجال الذين ادوا دورهم الوطني في مشروع الجزيرة نضالا تستمد منه الاجيال دروسا وعبرا تستعين بها في ارساء قواعد العمل الاقتصادي المستدام والحراك الاجتماعي وبذل الجهود من اجل التعافي الوطني والاستفادة من موارد البلاد التي حبانا بها الله .

تلك سيرة عطره رحم الله من رفع رايتها وقام علي علو شانها .

رحم الله ودالازيرق وشيخ الوالي وابوسنينه ومن حمل الراية معهم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى