مقالات الظهيرة

مالـو أعياه النضـال بدنـي«6»

الظهيرة- عبد الله حسن محمد سعيد:

مدني تلك المدينة التي سجلت اسمها في تاريخ السودان منذ ان كانت في وجدان مؤسسها الذي اكسبها بريقها الصوفي وحسها الوطني الشيخ محمد مدني ابن دشين الملقب بالسني.

قبل التركية السابقة كما يقول اهلونا …

كانت مدني تلك البقعة الطاهرة التي عانقت قبابها عنان السماء وسجل المتصوفة اصحاب تلك القباب التي سمت وتسامت سيرة لافذاذ انجبتهم هذه المدينة وقدمتهم للبلاد قادة للرأي واساتذة للعلوم وروادا لفن الادارة الحديث ومجموعة من اهل الابداع في كل فن ..

برعوا في الغناء فامتعوا جمهورهم بفن رفيع تجاوز المكان المحلي الي رحاب عالمية فشدا الكاشف وابو عركي وودالامين ورمضان زايد و …..

وبرعوا في فنون كرة القدم فقدموا للبلاد مبدعين طوعي الكرة فنا تخاله عزف منغم علي اوتار ممراحة تجعلك تهتف وتطلق الصيحات كلما داعبت المستديرة الشباك الذي تعشقة في ميادن مدني.

وفي ملاعبها وساحات حاراتها التي تمتلئ بالشباب لاعبين ومشجعين فقدمت سانتو وسامي عز الدين وقدمت سنطة وقدمت سيد سليم.

وقدمت مبدعين من نادي النيل ونادي الاهلي والاتحاد وقدمت من العشير والحلة الجديدة وجزيرة الفيل تمثلت كل المدينة في ربوعها في ملاعب مدني الخضراء وهي تجمع بين شبابها وشيبها .

يشجعون ابناء هذه المدينة التي اعطت لكل الفنون من يطرب الكل عند ذكر اسمائهم ويصورون لك ابداع عشقوه فتتمايل طربا لطربهم …

مدني السياسة والريادة والنضال والتضحية وكما يقول الشريف زين العابدين الهندي في ملحمته التي حوت بين دفتيها توثيقا لتاريخ بازخ صنعه ابطال قدموا للوطن سيرا عطرة وجغرافية امكنة لها موقع في كل النفوس لارتباطها بتاريخ امة ونضال كوكبة وبصمات واضحة تزين تلك الاماكن وتخلدها في ذاكرة الشعوب.

وحوت تراث امة ربط بين مكوناتها الاجتماعية ما يوحدها ويميز هويتها فطاف بالعادات والتقاليد والقبائل والادارات والانهار والخيران والاشجار والاطيار والحيوانات …

لم يترك شيئا يحبب اليك السودان ذلك الوطن المحبوب المعشوق الذي صوره بكلمات قال الشريف عن مدني :….

في مدني الكبير نشأة ليك الحيثية

فجرتي المواهب ومنبع الوطنية

بذرة مقدسة اتربت علي الحرية

من المؤتمر لي الليلة نامية قوية

من يومك كسبتي الكاس وشلتي الراية

وافكار المحافل باقية ليهم تاية

بي التعليم سقزدوك وشبعوك قراية

وادوك من شبابهم كل حب ورعاية

حليل قلب الجزيرة المستقيد النابض
حليل جمعة رجالها وجيل شبابها الناهض

حليل جمع السراة زي الهزبر الرابض
كل واحد على وطنيته عاضي وقابض

**
يا ام الزهور ماتسوي قبض الريح
كان رايك زمان بشفي وبفيد وبريح

قضي لنا السواكب وامسحي التبريح
فاتوك الرجال لسع جناك بصيح
**
مابرضاك الخوف والضياع والحيرة
مابرضاك ليوم تبقى انت اسيرة

مابرضاك اكلتي الحلوة تنسى مريرة
والتاريخ رهيب مابنسى ليك تسيطرة
**
حاشاك الملامة وما بتسوي العيب
وايدك لسه تجدع من بعيد وتصيب

ويومك في المحاص شايفنو جاي قريب
ودورك بتلعب قبل الشمش ماتغيب
**
اكسري المين كنار خلي الاراضي تعوم
سويهن بحر من ريبا لي الخرطوم

ولعي في الفبارك غيظ ونار وسموم
خلي الهايفة تنقد والنصيحة قوم

سوي الترعة ساتروالمصارف كوم
سلي سيوفك الجبابه مثلوم

حقا ان تصوير وتسجيل بديع كلمات بسيطة في مبناها عظيمة في معناها حوت ما يمكن ان يسهب في الشراح والكتاب …

شدا بها الكابلي فابدع في تبيان رسالتها فاحبها الناس وجعلها بعضهم مستهلا لكل خطاب سياسي …

في تلك الملحمة قدم ملمحا واضحا عن انطلاقات السياسيين من مؤتمر الخريجين الذي اسس لقيام الاحزاب السياسية ووضع اسس النضال من اجل الحرية والاستقلال وبذر بذور النضال ضد المستعمر فقدم للسودان احمد خير المحامي.

وعلي شدو وقدمت احمد ابراهيم حمد وقدمت ابراهيم احمد وقدمت ابوعيسي وقدمت ابوعاقلة وقدمت بيومي وقدمت موسي عبدالناصر وقدمت نقدالله وقدمت الجبلابي وقدمت الحربيابي.

وقدمت مصطفي عبد القادر وقدمت بشير محمد سعيد وقدمت شقدي ذلك الطود الشامخ شموخ اشجار جزيرة الفيل التي ازدهد بالسيد عبدالرحمن المهدي الذي اتخذها ملاذا بعيد معركة امدبيكرات وغزو الخرطوم وسقوطها في ايدي المستعمر الانجليزي …

فتحت جزيرة الفيل ذراعين حانيتين للمهدي الصغير رعاية وحفظا واعدادا ليوم اخر يكتبه التاريخ ويسطر حيثياته وكان شقدي ذلك المربي والاستاذ الذي هيئته العناية اللاهية لدور يحفظه التاريخ في صفحاته المحبرة بسير رجال تجردوا من الذاتية .

ولبسوا لامة الحرب ضد المستعمر الباغي الشقي مناضلين جادت ايديهم البيضاء وما بخلت وسموا فوق الذاتية وسارت خطواتهم علي طريق متعرج تكتنفه كثيرا من المخاطر فعبدوها وهيأوها للسالكين وجعلوها امنة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى