مقالات الظهيرة

المؤتمر السوداني… والاصطفاف في الجانب الخطأ من التاريخ!!

الظهيرة- الفاتح داؤود:

في لحظة سياسية” مفعمة بالامل والرجاء” احتفي طيف واسع من المشتغليين في الفضاء السياسي السوداني ،بميلاد حزب المؤتمر السوداني أملا منهم ان تشكل التجربة الوليدة إضافة نوعية في مشروع البناء الوطني علي انقاض النادي السياسي السوداني القديم بكل حمولاته السياسية والفكرية.

لادراك أولئك النفر أن الفرصة تبدو متاحة لتمدد القادم الجديد “سياسيا واجتماعيا” في الفضاء السياسي المعلول ،لان جل عضوية المؤتمر السوداني الفاعلة تنحدر من القوي الحية من الشباب من خريجي الجامعات السودانية.

خاصة وان سمت هؤلاء الشباب يبدو الاقرب إلى الحد المعقول لملامح الشخصية السودانية وهويتها الجامعة ، ولكن للأسف ربما لطبيعة نشأت هذا الكيان وسهولة الإنتماء الي نادي عضويته و لغياب المشروع السياسي والفكري الواضح لمدرسته.

تعرضت هذه التجربة للإختراق السياسي و التجريف الفكري و حتى السلوكي، لتجد نفسها في مواجهة مفتوحة مع التيار الإسلامي العام، لا من باب المنافسة السياسية او المدافعة الفكرية او حتي المواجهات ذات الطبيعية التكتيكية نسبة للفوارق الشاسعة بين الطرفين.

ليجد الكيان الوليد نفسه في موضع الوريث الشرعي مع “سبق الإصرار” لإحن وضغائن ومرارات اليسار السوداني مع التيار الاسلامي دون مسوغات واضحة لاسباب الخصومة.

ومضي بعيدا في التخبط والارتباك وسوء التقدير ليجد نفسه في لحظة تاريخية فارقة ضمن تحالف سياسي مشبوه و مدمر مع مليشيا قبلية متوحشة، اسرفت في اراقة الدماء والدمار والسلب والنهب وتجاوز كل ما هو انساني وأخلاقي.

اخطأت قيادة حزب المؤتمر السوداني التقدير حينما اختارت أن تقف في الجانب الخطأ من التاريخ عندما اختارت التحالف مع مليشيا ذات طموح أسري عابر للحدود.

لترث منها كل الثأرات مع مكونات الوسط النيلي الذي للمفارقة تنحدر منه غالب عضوية هذا الحزب ، في خطوة تبدو أقرب للإنتحار الجماعي الذي يضاف بكل اسف الي قائمة الفرص الضائعة في السياسة السودانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى