مقالات الظهيرة

ياسر مدني… عالـم بلا رحمـة

إذا شققت صدور السودانيين لن تصاب بالمفاجأة عندما تجد بداخلها كميات كبيرة من الأحقاد الدفينة والبغض والكراهية والأنانية لبعضهم البعض إلى جانب حب الذات.

نعم الكل لا يعرف إلا نفسه ،والشعار عند كل أزمة..نفسي ..نفسي .. ،والجميع تجده مصاب بالهلع كأن الأرض أخرجت أثقالها ،وإشتدت أهوالها ..

ومن كثرة الصفات القبيحة صرت غير قادر على منحهم نسبة مئوية..أي مثلاً أن أقول أن نسبة كذا في المائة هم يكرهون أو يحقدون على بعضهم البعض.

وان البقية هم صفوة المجتمع المثالي الذين نعول عليهم في صناعة عالم جديد في بلادنا ..عالم تسوده القيم الجميلة ،والأخلاق ..عالم تغمره روح المحبة ،والتسامح ،والإخاء ..

نعم ..لأن الواقع الذي نعيشه يؤكد العكس ومن النادر جداً أن تجد شخص يحترمك بسهولة أو يتحدث معك بلطف دون مصلحة أو ينظر إليك بلا عنصرية.

وأيضاً لن تجد شخص لا يفكر في قتلك أو سلبك أو إنتهاك حرماتك في لحظة لا يسودها قانون أو أمن .. الجميع يحلق فوق رأسك مثل الطير الجارح لانه لا يراك إلا عبارة عن وجبة أو غنيمة..

أصبحنا لا ننام بسهولة لأن أعيننا أرقها السهر ،والخوف من بعضنا البعض..لا أحد يأمن للآخر ولا أحد يريد الخير للآخر ولا أحد يهمه ما يحدث حوله من شر ..المهم أن لا يصيبه أي سوء ،وليذهب غيره إلى الجحيم..

أصبحنا.. وقد إنعدمت في دواخلنا المروءة ،والشهامة ،وأصبحنا حجارة صماء لا يتفجر منها خير أو ماء ..،وأصبحنا وأصبح الملك لله ،ونحن في عالم آخر بلا رحمة ..بلا إنسانية ..بلا …حب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى