الأخبار المحليةمقالات الظهيرة

المجتمع.. سلـوك وقيـم

الظهيرة- عبد الله حسن محمد سعيد:

اصنعوا لنا مجتمعا يتناسب مع قيم الدين والاخلاق ، مجتمع يحمل قيم الاستقرار النفسي تجاه وطنه ومكوناته وخصائص هويته.

مجتمع يميز فرده حب بلاده ارضا وتاريخا وشعبا وبنية صنعها بنفسه محققا بها بعضا من حاجياته الحياتية وواضعا مبتغيات وجوده الحضارية .

مجتمع يتفاعل مع مجريات الأحداث ويطرح الحلول لكل الازمات ويعين من يحكم البلاد في إنفاذ برامج ومناهج الحكم عبر المؤسسات ، وتغدوا تلك القيم جزءا من مكونات الشعب التي تميزه انتماءا صادقا للوطن .

ليس مهما ان نبني جيشا قويا ذو قدرات عسكرية تجعله في مصاف الجيوش العظيمة في تأهيلها وتدريبها دون مجتمع يحب الجندي وموجوداته ويفخر بالانتماء اليه ويهرع فخرا ليكون بعضا منه .

مجتمع يحمي شرف الجندية ويهرع للانضمام الي ركبه ويفخر به رمزا وبسعيه عملا وتضحية ويسعي لتلبية مطلوباته المهنية والاجتماعية والحياتية بلهفة وهمة من يقدر السعي والتضحية .

اصنعوا لنا مجتمعا قويا بقيمه واخلاقه وحرياته المختلفة مجتمعا متفاعلا مع هذا الجيش المهني بكل قدراته …

مجتمع يحب مؤسساته يحميها وليس كمجتمعنا الآن والذي ظهرت سواءته عندما تفجرت ثورة ديسمبر فنهبوا مؤسساتهم حتي اثاثات المكاتب وحطموا حتي أرصفة الشوارع وقاعات الدراسة ودور الشرطة والجيش ومركباتهم .

نهبوا المساجد وغيرها من البني التحتية التي قامت عليها كل المؤسسات التي تهم المواطن والتي اصلا هو منشؤها عبر الجهد الشعبي والرسمي من مال الضرائب والرسوم ومن عرق أبنائه .

نعم عندما قامت الثورة واعلنت السلمية شعارا لها طربنا للشعارات التي طرحها الشارع تدعوا للتغيير ولكن سقطت في اول مواجهة مع الشرطة والجيش.

حيث تخلت عن السلمية وطفقت تتلف ما صنعته أيدي الآباء والأبناء في رحلة الحضارة والحياة وهم يتصايحون كأنهم من كوكب آخر جاءوا إلينا غزاة.

نحتاج لصناعة مجتمع فاضل يميزه التسامح والتصالح والتعاضد وكل المكرمات من إرث الآباء يميزنا عقل يتخذ الحوار لغة لكل المعضلات.

ولا وجود بيننا للعصي ولا مكان للعصاة فمن كبي جواده نقيل عثرته دون ان نربي فيه مثل العصاة ، اصنعوا لنا مجتمعا حتي لا يظهر لنا متمرد اخر يحمل عصاه للقتل والسحل وهتك الاعراض.

ويهدم كل عمار عمر عبر السنين من اجل الاستحواز علي الارض وتغيير هوية الانسان السوداني وتزييف تاريخه وحضارته وتراثه وقيم اهله السمحاء.

اصنعوا لنا مجتمعا يعصم ارضنا من العملاء والمرتزقة والسفهاء ، مجتمع يهب ملبيا لندا الوطن في كل آن تدافعا لحماية الأرض والعرض وضد البغاة الحالمون بالحكم فوق الجماجم والاجساد البائعون للعرض والاوطان المتسربلون بالخيانة والعمالة .

اصنعوا لنا مجتمعا يبسط يديه متكاتفا لبناء وطنه وحمايته ويفجر الطاقات لينعم بما حباه الله به من موارد هي له انتفاعا وحراسة وحماية من كل طامع ومن عبث الغزاة للأجيال القادمة علي خيول الزمن المسرجة.

لم تكن الأرض بما فيها ومن فيها إلا بعضا من نعم الله علينا فمن صانها غنم ومن فرط فيها ندم .

السلوك الاجتماعي والمجتمعي اساس الحضارة وعنوان الرقي وصيانة المجتمع من كل آفات العصر وأمراض المجتمعات البربرية التي لا قيمة لها من العمالة والارتزاق وبيع الأوطان . وصيانة الأفعال والأهداف هي العاصم من الزوال والخراب .

اصنعوا لنا مجتمعا يشمر أفراده عن سواعد العمل إيمانا بدورهم في المجتمع المترابط والوطن الذي يسع الجميع ويؤمنون بأن الفرد اساس المجتمع الذي يقوم عليه البناء المجتمعي وصلاحه يعني صلاح المجتمع.

نريده مجتمعا يتمسك بالسلوك الديمقراطي في الأسرة والمجتمع بكل منظومته ومنظمات المدنية والأهلية وأفراده الذين تكونت منهم تلك المجتمعات حتي تنموا معافاة من داء الذاتية والنرجسية والدنكوشوتية .

نريد مجتمعا بقيم الدين أتباعا لسيرة العظماء من الأنبياء والرسل والصالحين وجيل الآباء الذين وضعوا لبنات التربية الوطنية لننعم بمجتمع تتكاتف فيه الأيدي للبناء وتنمي وتحمي ذاك البناء .

اصنعوا لنا مجتمعا يميزنا ويحمي أرضنا ويبني لنا مستقبلا بين الأمم …

لك الله يا وطني ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى