مقالات الظهيرة

عزيزة المعراج تكتب… فاقد الشئ

“فاقد الشيء لا يعطيه ” .. هل هي مقولة صحيحة في مطلق الاحوال؟!… بالتأكيد لا …. فكم من كومديان (ممثل فكاهي ) يعاني التعاسة في واقع حياته ومع ذلك يهب السعادة والضحك لمشاهديه كذلك نجد من عاش يتيماً وفقد حنان والده سيكون أكثر حناناً على أطفاله و أكثر عطفاً من لم يعش يتيماً .

وكثيرا ما نجد ان فاقد الحب دائما ما يكون محبا عطوفا لانه يعرف الم التعطش للحب والقبول ونجد من عانى الاهمال والترك في طفولته يكون شديد الحرص والمراعاة حد التشبث مع اطفاله وكثيرا ما نرى كرما من الفقراء مع افتقادهم المال وشحا من الاغنياء مع وفرته لديهم لكن عندما ننظر للمقولة من عدة زوايا نكتشف أن ما رأيناه يعود لتصورنا الذهني الذي ثبت هذه الصورة , إذن فاقد الشيء قد يعطيه وقد لا يعطيه.

ففاقد الشيء لا يعطيه في الأمور العلمية و المهنية وعلى سبيل المثال : عند وضع طبيب مدير لمستشفى فلن ينجح مثل نجاح المتخصص في الإدارة (وهذا طبعا يحدث في بلادنا بلاد العجائب) والأمثلة في هذا المجال كثيرة لاتحصى.

وفاقد الشيء يعطيه إذا كان يحس ويستشعر الشيء الذي فقده فتكون عنده رغبة في العطاء الذي كان يتمناه فمن كان يفقد التقدير والثناء فإنه سيمنحه للآخرين لأنه يستشعر مدى الحاجة لذلك  لكن قد يكون الشخص يستشعر ما فقده لكن به نزعة أنانية فلا يعطي الآخرين ما فقده وهنا تحقق مقولة فاقد الشيء لا يعطيه مرة أخرى .

وعموما فلنتسامى ونعطي الناس ما نفتقد وما افتقدناه فلنمنح الآخرين ما ينقصنا …فلنعطيهم الاهتمام مع أننا نفتقده …دعونا نعطيهم الابتسامة ونحن في اعماق الحزن…ونعطيهم الأمل ونحن في قاع اليأس ..

فلنحاول أن نصطنع الضحك جاهدين.

ولنحاول أن نمنع دموعاً قبل أن تنزف.

دعونا نستر جروحا مخافة إزعاج أحد.

فلنمنح الاخرين أشياء نحن بأشد الحاجة لها.

لان العطاء هو اعظم دواء …ولنكن على يقين بأن دورنا في كل ما قدمناه سيأتي ..إن لم يكن الآن سيأتينا عندما لا ينفع مالاً ولا بنون إلا من اتي الله بقلب سليم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى