مقالات الظهيرة

ياسر مدني يكتب… كيف تقضي آخر يوم في العمل!!

بعد قضاء أكثر من الثلاثين عاما في وظيفة واحدة ،وفي مكان واحد ستنتبابك مشاعر وأحاسيس مختلفة وملف خدمتك يشير إلى أن اليوم هو آخر يوم لك في الوظيفة.

وأنك حتماً ستفارقها حسب لوائح وأنظمة الخدمة سوى كان مدنية أو عسكرية .. لقد وصلت آخيرا إلى سن التقاعد.. والى آخر يوم ..عمل ..

عندما تحضر في آخر يوم عمل إلى المكتب ستشعر وأنت تملأ عينيك من الجدران والآثاث المكتبي والملفات والورق .

وهذه المعدات الصغيرة التي لابد من تواجدها في أي مكتب ..ستشعر أنها سرقت عمرك ،وإختطفت شبابك ،وإنتهكت حياتك الخاصة ،وجعلتك عبداً لها ..،ولكنك ؟

ستشعر أيضاً بالتناقض ،وأن هذه الأمكنة لها أيضاً فضل عليك ،وأنها ذات يوم منحتك ..الحياة ..

إنني في آخر يوم لك في العمل لا أنصحك أن تجلس في المكتب مع زملاءك منكسراً .. ولكن ؟ أبدأ يومك عادياً ..هادئ البال.

وتمادى بأن تغرق في روتين العمل اليومي..نعم لا تستسلم ، وتعتبر أن حياتك إنتهت .. لا ..لا .. ” نحنا يا دووووب إبتدينا ..” لأن آخر يوم لك في العمل ..ليس آخر يوم لك على ظهر كوكب الارض ..

وعندما ( تلملم ) حاجاتك في نهاية الدوام ،وتغادر المكان الذي أفنيت زهرة شبابك به .. أنصحك بأن لا تلتفت خلفك ..،وغادر بروح رياضية فبعد أن يرفع الحكم في وجهك بطاقته الحمراء لن تعود مرة أخرى إلى أرض الملعب ..إنه قانون اللعبة.. والوظيفة أكبر .. لعبة ..

وليتك تترك رسالة لزملاءك في العمل تعبر فيها لهم عن إمتنانك الشديد ،وتقديرك ،وإعتزازك .. نعم أخبرهم بمشاعرك الطيبة نحوهم .

والتي طالما أخفيتها وراء قلب كان يتصنع القسوة ،ووجه إرتسم عليه الجمود ظناً منك أن مثل هذه الملامح الجامدة قد تساهم في تسيير دولاب العمل ،والإرتقاء به ..الآن يمكنك بلا خجل أن تخبرهم أنك كم تحبهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى