ياسر مدني يكتب… الحرية البغيضة
نعم نؤيد آي ثورة هدفها الدولة المدنية ( المتحضر إنسانها في تعبيره وسلوكه وفعله).
نؤيد كل طريق يقود إلى الحرية المسئولة والديمقراطية والعدل والمساواة والقانون..
الحرية التي تحترم عاداتنا وتقاليدنا ولا تنتهك حرية الآخر ولا تسفه الأخلاق وما ورثناه من أجدادنا ..
نعم ونحن نتنسم الذكري رقم 67 لابد أن نقف صفاً واحداً ضد الحرية (البغيضة) التي تدعوا إلى الانحلال وزعزعة الأمن والطمأنينة وسفك دماء الأبرياء وانتهاك القانون وسوء الأدب وقلة التربية والتعليم وكأن الحرية هي حجر تقذفه في وجه شرطي أو تحطم به ممتلكات الغير، وتعتدي به على مؤسسات الدولة المدنية التي يجتاحها ثوار الحرية البغيضة.
إن ذلك المعلم الذي رفع علم الحرية مع أخيه زعيم المعارضة لم يكن بينهما أي خلاف أو عداء وإنما خلافهما كان في كيفية بناء الأمة السودانية والنهوض بها والاستفادة من فجر الحرية لقد كان خلافهما جميلاً ومهذباً وكان تناولهما للحرية مضرب المثل ومن حقهما وكذلك النساء والرجال الذين منحونا هذه اللحظات التاريخية والذين لا نعرف لهم أسماء أن نخلدهم ونتعلم من مدرستهم ( يعني إيه وطن .. يعني إيه حرية)
و … رغم العنف والحجر ..
رغم اللامبالاة والضجر
رغم أن عصافيرنا كفت عن الغناء للوطن ..
فوق أغصان الشجر
سيأتي ذات يوم جيل جديد ..جيل يعرف كيف يتعامل مع الحرية وكيف يستفيد منها في البناء والنهضة والتنمية من اجل أن يستمتع آباءهم وأمهاتهم بالرفاهية التي استعصت علينا.
