مقالات الظهيرة

ياسر مدني يكتب… أحلامنا الصغيرة 

كلما اطل فجر يناير جديد للحرية و الإستقلال أخذت افكر في ما إستطعت تحقيقه من احلام ظلت تراودني كل يوم دون ان تتثاءب وتنام.

وهي احلام بسيطة جدا لا تتعلق بإمتلاك سيارة فارهة او منزل فخم او حتي تناول وجبة غداء مع اسرتي الصغيرة في مطعم مشهور بمأكولاته الشهية لا لا إنها مجرد احلام صغيرة.

نبيلة مرتبطة فقط بإستقرار السوق حتى يتمكن أمثالي من شراء حاجاتهم البسيطة دون ان يصطدموا بتعقيدات الدولار وخطط وزارة المالية العجيبة وسياسة البنك الدولي المرهونة بمدى سيطرته على الأنظمة الحاكمة ..

نعم إن امثالي من المواطنين المساكين الذين لا علاقة لهم بالسياسة الإقتصادية ولا بالإنتماءات الحزبية ولا بالحراكات الثورية لا يريدون مطلع كل عام سوى ان يجدوا انه من السهل عليهم ضمان لقمة عيشهم وتمكنهم بمعجزة من شراء سكر لشاي الصباح وربع كيلو لحمة لوجبة إستثنائية مع أطفالهم والوفاء بالإلتزامات المدرسية ومصاريف العلاج بدون مقابلة حضرة الدكتور.

إذ يكفي بالنسبة لهم الفحص في معمل وشراء الدواء من الصيدلي حتى لا تكلفهم مقابلة الإختصاصي فوق طاقتهم .. إنها احلامنا البسيطة .. نحلم بعام دراسي مستقر وبمعلم قلبه على أبناءنا..

نحلم بقلم وكراس وكتاب في متناول اليد ..

نحلم عندما نخرج من بيوتنا بشارع نظيف من غير قاذورات..

نحلم بوطن يسع الجميع بلا احقاد دفينة ..نحلم بهواء نقي لم يفسده الغاز المسيل للدموع.. نحلم بجيل واعي لا يحطم قدرات بلاده من اجل فلان وعلان ..

نحلم بعالم آخر .. ولكنه ؟

عالم بسيط يمكن ان يعيش فيه الإنسان مع اخيه الإنسان دون ان تفسدهما السياسة وتعكر صفو حياتهما وتجعل منهما مجرد خصمين يسعى كل منهما للقضاء على الآخر بلا رحمة .. إنها احلامنا البسيطة التي لا تموت ولسة بحلم بيوم شمسه ماتعرف غيوم وأطير ذي طير البراري وأعدي فوق بحر الغيوم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى